لاحظت مصالح مديرية الفلاحة لولاية المسيلة غياب شبه كلي للبيوت البلاستيكية عبر المحيطات الفلاحية خصوصا في ناحية ''معذر بوسعادة''، حسبما كشفت عنه أول أمس المصالح المعنية. واستنادا للمصادر ذاتها، فإن النقص المذكور أثر سلبا على إنتاج الخضروات خارج المواسم، وذلك نظرا لعدة أسباب من بينها تفضيل الفلاحين منذ العشريتين الأخيرتين تاريخ انتعاش الفلاحة في عدة مناطق من الولاية للإنتاج الموسمي كونه لا يحتاج إلى تكاليف كبيرة ولا إلى يد عاملة مكثفة مما يؤثر -حسبهم- إيجابا على تكلفة الإنتاج. وأفادت المصالح في السياق ذاته أن الفلاحين يفضلون الاعتماد على غرس الأشجار المثمرة نظرا لعدة مميزات من بينها أنها لا تحتاج إلى جهد كبير ولا لإمكانيات بشرية ومادية عكس الزراعة داخل البيوت البلاستيكية، مضيفة أن الزراعة البلاستيكية تتطلب التخصص والدراية بهذا المجال وهو ما ينقص الفلاحين بالمنطقة، حيث يحتاج هؤلاء إلى شراكة من طرف نظرائهم ممن اكتسبوا الخبرة والدراية بفنون الزراعة تحت البلاستيك في شمال الوطن، وأكد المصدر أن بعضا من التجارب القليلة تم تجسيدها على مستوى بلدية ''الزرزور'' المتاخمة لولاية بسكرة، حيث تم نقل نمط الإنتاج تحت البلاستيك من ذات المنطقة بحكم قربها من ''الزرزور'' بولاية المسيلة، غير أن العملية لا تزال في طور التجربة. وأوضحت المصالح الفلاحية أن تجارب مماثلة قام بها بعض فلاحي الشمال القادمين من نواحي الجزائر العاصمة في منطقة ''وادي الشعير''، غير أنها لا تمثل سوى القليل من المساحات المسقية والمخصصة للبستنة والمقدرة ب34900 هكتار عبر الولاية، وأكدت مصالح الفلاحة أنه بمقارنة المساحة المسقية المذكورة، فإن إنتاج البستنة من شأنه تحقيق الاكتفاء الذاتي بهذه الولاية مع إمكانية تحقيق فائض في الإنتاج، بالنظر إلى أن بعض مستثمري منطقة ''أولاد سيدي إبراهيم'' أشاروا إلى أن إنتاج الطماطم في البيت البلاستيكي الواحد يتجاوز مردوده العشرة قناطير. فيما يعادلها إنتاج الكوسة ويقل عنها الفلفل بنحو نصف الكمية. علما أن المؤشرات المحلية في الفلاحة تدل على أن الشروع في استغلال الزراعة البلاستيكية سوف يؤدي إلى قفزة نوعية في مجال الإنتاج الفلاحي بالمنطقة، إذ تم إلى غاية مطلع العام 2009 تخصيص 5900 هكتار من الرش المحوري و9 آلاف هكتار أخرى للسقي بالتقطير.