تعهد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، من قصر الأمم بنادي الصنوبر مباشرة بعد تأديته اليمين الدستورية من خلال خطاب وجهه إلى الشعب، بجعل المصالحة الوطنية من أولى أولوياته خلال عهدته الجديدة، يضاف إليها محاربة الفساد والرشوة وتحسين الظروف المعيشية للمواطن مع تعهده بتوفير ثلاثة ملايين منصب شغل. وأكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في بداية خطابه الذي استهله بشكر الشعب على اختياره له، على أنه عقد العزم أولا على مواصلة مسعى المصالحة الوطنية قائلا ''عقدت العزم أولا مثلما تعهدت به على مواصلة مسعى المصالحة الوطنية وتعميقه الذي سانده الشعب الجزائري عن بكرة أبيه والذي أتاح عودة السلم المدني''، مضيفا ''والذي من شأنه أن يسهم مستقبلا في تعزيز التلاحم الاجتماعي وضمان ديمومة الوحدة الوطنية''. كما أعلن الرئيس في خطابه عن تكثيف محاربة ممارسات المحاباة والمحسوبية ومحاربة الرشوة والفساد التي ''تساهم تأثيراتها في جعل الناس يعزفون عن الجد والكد''، وأشار الرئيس في هذا المجال إلى الدور الذي تلعبه أجهزة الإعلام في محاربة هذه الظاهرة قائلا ''إن لأجهزة الإعلام دورا هاما تضطلع به في هذه المحاربة'' ليتعهد باحترام حرية الصحافة ''بحيث تبقى الدولة حريصة على تسهيل ممارسة وتطور المهنة أكثر فأكثر وعلى كافة الأصعدة. من ناحية أخرى أبرز أنه يتعين على الهيئات القضائية أن تضطلع بالمهمة الموكلة لها على الوجه الأوفى، قائلا في هذا الصدد ''لقد أتاح الإصلاح الذي تم تنفيذه توفير الشروط اللازمة لعدالة أكثر احترافية وأكثر حيادا وأكثر استقلالية في أحكامها''. ولم يخف الرئيس في المجال الاجتماعي الصعوبات التي ''ما تزال فئات عريضة من شعبنا تتخبط فيها''، رغم ''تقدم معتبر في الميدان الاجتماعي''، مضيفا أن تحسين ظروف معيشة المواطن سيبقى من الأولويات. وفي الجانب الاقتصادي أوضح رئيس الجمهورية أنه بالرغم من الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي يعاني منها العالم ''تسنى لنا تطبيق البرامج التي رسمناها في مجال التنمية الاجتماعية بفضل توجهات سياستنا المالية''. وأضاف الرئيس بوتفليقة أن الظروف ''باتت مواتية'' لمباشرة حركة واسعة لتنويع النسيج الاقتصادي للبلاد وتكثيفه. وبخصوص المنظومة التربوية، ذكّر الرئيس بالإصلاح الواسع الذي عرفه القطاع، مضيفا أنه ''سيحظى الاستمرار فيه على الدوام بالأولوية في الحياة الوطنية وتلكم عملية طويلة المدى''. أما في مجال التعليم العالي فأكد أن ''الجهود المبذولة ستتواصل من أجل تلبية الطلب الكبير الناجم عن تنامي تعداد الطلبة مع مواصلة بالموازاة مع ذلك تطوير الوسائل البيداغوجية''. ولدى تطرقه لموضوع الإدماج الاجتماعي للشباب، ذكّر بارتفاع عدد المتربصين في التكوين المهني خلال العقد الفارط بثلاثة أضعاف، ومع ذلك يقول الرئيس ''فما أكثر الشبان الذين لا يجدون عملا وهو ما يسهم في بعث الخيبة والتذمر في النفوس''، مجددا تصميمه على تحقيق ''هدف رئيسي'' يتمثل في استحداث ثلاثة ملايين منصب شغل خلال السنوات الخمس المقبلة. واختتم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خطابه بالتعريج على الصعيد الدولي، مجددا مواقف الجزائر في العالم العربي وفي إفريقيا وفي العالم الثالث ومساندتها لكافة القضايا العادلة، لاسيما قضايا الشعوب المكافحة من أجل التحرر مثل الشعب الفلسطيني والشعب الصحراوي.