شهد صباح أمس حي ”الباطوار” الواقع بالمدخل الجنوبي لمدينة سطيف، تعزيزات أمنية مشددة بعد الصدامات العنيفة التي كادت أن تخلق فوضى بين السكان المحتجين والتجار المستغلين للمساحات والمحلات التجارية بالحي محل الصراع، وكادت تتطور القضية إلى مالا يحمد عقباه في ظل عصبية البعض وتشنج أعصاب البعض الآخر، يحدث ذلك بعد 3 أيام من الانتفاظة الشعبية الرافضة لمواصلة التجار نشاطهم بالحي وهو ما لم يهضمه المعنيون ورفعوا خلال اعتصامهم أمس لائحة المطالب وعلى رأسها ضمان الدولة لقطع أرضية كانت الولاية قد وعدتهم بها في حالة إنهاء نشاطهم بالحي وإعطاء ضمانات بالاستفادة من المحلات التجارية بعدد من المقاطعات، وهو مالم ترد عليه الولاية لحد كتابة هذه الأسطر· المحتجون بدورهم امتعضوا من صمت الولاية بعد يوم من لقاء ممثل عن الوالي بممثلين من سكان الحي، إلا أن عدم فتح قناة حوار مباشرة مع المسؤول الأول بالولاية كان بمثابة السبب الذي زاد من صب الزيت على النار· وتخوفا من فتنة صدامات بين المحتجين وهؤلاء التجار، عززت وحدة مكافة العنف والشغب وعناصر الامن تواجدها أمس، حيث شوهد المئات من رجال الأمن وسيارات الشرطة تضع طوقا يفصل بين الاتجاهين المعاكسين خوفا من تطور الأوضاع· نشير فقط في الأخير إلى أن القطرة التي أفاضت الكأس ودفعت سكان حي الباطوار للاحتجاج هي الوضعية الحرجة التي يعيشونها يوميا، حيث إن سكناتهم تقع فوق محلات تجارية حولت المنطقة إلى سوق للجملة وسط عمارات سكنية، وهو ما تسبب لهم في إحراج يومي، حيث إنهم أصبحوا لا يستطيعون النوم بفعل الضجيج الذي يحدثه التجار في ساعات متأخرة من الليل، زيادة على الأوساخ والفضلات التي يتركها التجار وزبائنهم، حيث يتفاجأ السكان كل صباح بالأوساخ مرمية بكل أرجاء الحي، خاصة أمام مداخل عماراتهم· كما اشتكى السكان من وضعية أرضية الحي التي تفتقر إلى التهيئة، حيث ساهم تنقل الشاحنات وسط الحي في انتشار غبار كثيف تسبب في انتشار الأمراض في أوساط السكان وخاصة لدى الأطفال الصغار·