أعرب الشيخ عبد المحسن بن ناصر العبيكان، المستشار بوزارة العدل، عن رفضه فتوى الشيخ اللحيدان، محذرا من أنها "سوف تدعم الفئة الضالة والإرهاب"، وذلك خلال تغطية موسعة لردود الأفعال حول الفتوى نشرتها صحيفة الجزيرة اليوم السبت. ورأى الشيخ العبيكان أن "الفئة الضالة (المتطرفة) سوف تستغل هذا الرد كما استغلت الردود السابقة بالذهاب إلى العراق بدعوى الجهاد فيه، والذي ذهب الكثير والكثير من أبنائنا إليه وقبض على بعضهم"، في إشارة واضحة إلى تنظيم القاعدة. وتابع أنها "جاءتهم (الفتوى) على طبق من ذهب ليستغلوها استغلالا سريعا، وليتحركوا لتجنيد شبابنا لإزهاق الأنفس وتفجير المحطات ومواقع ملاك هذه القنوات". كما حذر الشيخ العبيكان من التداعيات السلبية لتلك الفتوى على صورة الإسلام، قائلا: "إن هذا الرد (الفتوى) سوف يكون له آثار سلبية كبيرة على الدولة وعلى سمعة الإسلام وعلى سمعة القضاء السعودي". ولفت إلى أن "أعداء الإسلام سوف يسعون للنيل من الإسلام بدعوى أنه دين القتل والإرهاب والفساد". ودعا العبيكان إلى التحرك لتدراك الأمر، لا سيما أن الفتوى صادرة من رئيس مجلس القضاء الأعلى، مشددا على أنه "لا بد أن تكون هناك وقفة عاجلة من علماء المملكة حتى لا يتصور أن هذا هو رأي وسياسة علماء المملكة أو الجهات الرسمية بالمملكة". وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة: "لم أسمع بالحديث الصادر عن فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان، ولن أعلق قبل أن أتأكد من ذلك". بدوره قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء، إنه لم يسمع بالفتوى من قبل، و"ليس لديه تعليق حولها". ولكنه أشار إلى أن " المسلم معصوم الدم والمال بنص القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا يهدر دمه إلا بحكم صادر من قضاة شرعيين ومن محكمة شرعية". وقد أثارت هذه الفتوى جدلا في مواقع الإنترنت والصحف الإلكترونية وتسببت في قلق لدى ملاك القنوات الفضائية الرسمية منها والخاصة، لكنهم آثروا التريث في إبداء مواقفهم حتى تنجلي حقيقة الفتوى وتتضح الأمور.