كشفت دراسة ميدانية أجراها الدكتور ''عبد العلي'' دبلة من جامعة بجاية على طلبة كلية العلوم الاجتماعية أن نظرة الشباب الجزائري إلى المستقبل إيجابية ومتفائلة، وذلك بنسبة 90 بالمائة،وأنه يتمتع بتفة كبيرة في نفسه ومجتمعه رغم الصعوبات والعراقيل التي يواجهها، ولم تكن الهجرة نحو الضفة الأخرى عبر قوارب الموت هاجسًا بالنسبة إليه. وجاءت في مؤخرة المواضيع التي يفكر فيها الشاب الجزائري، ولم تستحود سوى على نسبة 5 بالمائة، في حين ارتفع مؤشر الاهتمام بالحصول على عمل قار بالمائة 80 والزواج وتكوين أسرة بنسبة 10 بالمائة، وجاء في مداخلة قدمها الدكتور بجامعة فرحات عباس التي نظمت على مدار يومين ملتقا حول القيم وتغيرها بالجزائر بعنوان ''الشباب والعولمة وتنسق القيمس. وذهبط صاحب الدراسة للتأكيد على أن الأرقام التي استخدمت في إثارة ظاهرة الهجرة السرية مبالغ فيها، فالشاب الجزائري رغم صراع القيم لا يزال محافظا على قيم تقليدية ومازالت تحركه النزعة القومية، وتعتبر العولمة إيجابية وواقعا ماثل أمامه، وهذا ما مثلته نسبة 65 من المبحوثين. وفي سياق آخر وحول موضوع الملتقى ذكر باحثون أن الجزائر مرت بمراحل تاريخية أفضت إلى تغير اجتماعي، أدى بطبيعة الحال إلى تغير قيمي. وبما أن القيم هي عبارة عن المعتقدات التي يحملها الفرد عن الأشياء والمعاني، تتصف بالثبات النسبي والذاتية نابعة عن شحنة إنفعالية طويلة في تغيرها لكنها تتغير، والقيم في الغالب متوارثة كالقيم الدينية. كما رأى الأستاذ الجمعي النوي أنه يجب على السياسي مرافقة مجتمعاته في فهم وقراءة التغيرات الاجتماعية والقيمية وإدخالها إلى رحم المجتمع السياسي، وعرض في مداخلته ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التغير القيمي في أزمة الأهداف في الحقل السياسي، فإن الفضة لا يجب أن تتوقف، وحسب التغير بل حتى التأثر، كما أشار الأستاذ فراجي محمد آكلي في مداخلته إلى أعمال كارل بولنييه التي يرى فيها أن التطور في المجتمع ناتج عن تطور الرأسمالية، وما هذه الأخيرة إلا تطور منطقي لرجال أعمال يحملون ثقافة واعية، والأفكار -حسب رأيه- تتحول إلى نسق قيمي يمكن أن نستغلها لإحداث تطور في المجتمع، كما أنه لايمكن فصل الاقتصاد عن المجتمع حسب الدراسات السوسيولوجية ليخلص إلى أن الإنفتاح الاقتصادي ظاهرة يجب الإهتمام بها من الناحية الاجتماعية، وفي تحليل لدراسة حول الشباب والعولمة. اعتمد الأساتذة المشاركون في الملتقى الدراسات الميدانية التي أجريت حول الموضوع.