منادي يتهم قوادرية بتلقي رشاوى من الشركة الهندية لإغلاق الملف.التحقيقات تكشف تورط أمين عام النقابة في عدة فضائح. كشف النائب البرلماني والأمين العام السابق لنقابة أرسيلور ميتال عنابة، عيسى منادي، أن الشركة الهندية الخاصة ''فراند سميث ووركس'' كبدت مركب الحجار خسائر فاقت قيمتها ال520 مليار سنتيم. وذكر منادي خلال ندوة صحفية نظمها أمس بمقر نادي اتحاد عنابة، على خلفية الضجة التي أثيرت حول انتخابات تجديد نقابة المؤسسة، أن ''تقرير التدقيق المحاسبي الذي أعده خبير تونسي يتحدث عن استنزاف واسع للمال العام في معاملات تجارية وهمية وتضخيم فواتير وتزوير محررات إدارية، لكن إدارة المركب وبتواطؤ مع الأمين العام للنقابة. إسماعيل قوادرية، تكتمت عليه ورفضت إحالته على العدالة بتعليمات من المديرية العامة لمجمع أرسيلور ميتال في لندن لسبب بسيط هو أن صاحب تلك الشركة القابع في السجن حاليا تربطه علاقة مصاهرة مع ميتال لاكشمي، الرئيس المدير العام لعملاق الحديد والصلب''. وقال عيسى منادي إن ''الأمين العام للنقابة إسماعيل قوادرية التقى مؤخرا في عنابة بعائلة ''أكورال فايتام'' صاحب ''فراند سميث ووركس'' ووعدهم بأنه سيحرص على إغلاق هذا الملف نهائيا متعهدا بعدم إثارته إعلاميا مقابل مزايا مادية والإبقاء على صهره مستشارا قانونيا للشركة''. وتساءل منشط الندوة عن ''خلفيات عدم المطالبة بتقرير الخبرة المحاسبية التي قدر حجم الأضرار المادية التي لحقت بمركب أرسيلور من طرف الجهات القضائية أثناء معالجتها هذه الفضيحة المالية مؤخرا''، مشددا على أن ''الشركة المذكورة لا تزال تنشط بصفة عادية في مجال جمع ومعالجة النفايات الحديدية داخل ورشات المصنع عن فضيحة رغم تجاوزها كل الخطوط الحمراء''. وتحدث منادي عن فضيحة الشركة التركية ''إيفاس'' التي احتكرت صفقات النقل المنجمي، وأرجع خلفيات إثارتها إلى رغبة ''قوادرية في استخلافها ببعض المتعاملين المحليين الذين تربطهم به علاقة قرابة، غير أنه تراجع عن هذا الخيار بعدما قبض ''الشكارة'' من الأتراك، على حد اتهامه. واعترف منادي بأن ملف الشركتين المذكورتين فرض من المديرية العامة للمجمع، وبعد تفجر الفضيحة أقدمت مديرية الموارد البشرية على إقالة مدير مركب أرسيلور ميتال بالحجار في صورة ''إحالة على التقاعد''. وأوضح المصدر نفسه أن الأمين العام بالنيابة للفرع النقابي خضع مؤخرا للتحقيق الأمني من طرف المجموعة الولائية للدرك الوطني في ملف تسييره للخدمات الاجتماعية لمدة ثلاث سنوات ابتداء من عام 1998. وتمت إحالة القضية على محكمة الحجار التي سيمثل أمامها قريبا، مشيرا إلى أن حملة التوقيفات التي طالت إداريين ومتعاملين اقتصاديين مؤخرا أفضت إلى اعترافات بتورطه في فضيحة سرقة لفائف حديدية من طرف أحد أقربائه، وكيف حاول قوادرية ممارسة ضغوط على مدير ''فرسيد'' وأحد الموظفين المدعو دريس للتستر على هذه المسألة، متوقعا استدعاءه للتحقيق القضائي قريبا. ومن هذا المنطلق، يقول منادي إن قوادرية تفرغ لممارسة التهريج وإثارة الفتنة في صفوف العمال وتحريضهم على العصيان داخل الورشات للتشويش على العدالة التي تعكف على معالجة فضائح المركب بمبرر المطالبة بإجراء انتخابات لتجديد نقابة المؤسسة في موعدها. وموازاة مع توزيعه بيانا تناول مسيرته النقابية منذ 1988 والحصيلة التي حققها طيلة مشواره على رأس نقابة أرسيلور ميتال، أكد عيسى منادي أنه سيترشح رسميا لانتخابات نقابة المؤسسة التي سيحتضنها فندق ميموزا بلاص صبيحة يوم الغد الأربعاء. وهي الجمعية العامة الانتخابية التي سيتنافس فيها مع غريمه إسماعيل قوادرية، ويشرف عليها أربعة أمناء وطنيين من المركزية النقابية. وشدد على أن ''شعاره في هذه الانتخابات هو الاستقرار والسلم الاجتماعي داخل المركب خاصة بعد تلقيه إشارات إيجابية بالاستجابة إلى أرضية المطالب التي تتصدرها مسألة الزيارة في الأجور بنسبة تفوق 20 بالمائة ومراجعة نظام المنح والعلاوات، علما أن هذه الأرضية ستكون محل مفاوضات ثنائية مع الإدارة ابتداء من الفاتح جويلية المقبل. كما رفض منادي اتهامات قوادرية له بالاستيلاء على نسبة كبيرة من أموال الخدمات الاجتماعية لصالح فريق اتحاد عنابة، مؤكدا ''إن تلك الادعاءات غير مؤسسة وأتحداه أن يقدم دليلا على تصريحاته''. وأعلن أن فريق اتحاد عنابة يحصل على ''السبونسور'' من إدارة المركب بموجب اتفاق مع المديرية العامة بلندن، مشيرا إلى أن إسماعيل قوادرية يمارس حاليا ضغوطا على إدارة المركب لإلغاء الاتفاقية وتجريد اتحاد عنابة من مصدر تمويله الأساسي، مهددا برمي الكرة إلى الشارع ليرد على أي قرار من هذا النوع.