أعلن الأمين العام الجديد القديم لنقابة عمال أرسيلور ميطال عنابة، أن الدفاع عن حقوق العمال وحماية مصالحهم هي أولوية الأولويات بالنسبة للمكتب التنفيذي الجديد الذي تولى قيادة الهيكل النقابي، لكنه شدد على "أن محاربة الفساد المعشش داخل مركب الحجار، ستكون من صلب اهتماماتنا، ومهامنا سترتكز على التبليغ عن أية شبهة تشوب سير المشاريع والصفقات التجارية التي تبرمها الإدارة مع شركات المناولة الوطنية والأجنبية". لم يتوان إسماعيل قوادرية الذي اعتلى رسميا، نهاية الأسبوع الفارط، عرش نقابة عملاق الحديد والصلب في الجزائر، في إطلاق النار على غريمه عيسى منادي الذي وصفه ب "الحڤار" الذي غدر بآلاف العمال واستنزف أموالهم التي وجهها لخدمة مصالحه الشخصية وتأسيس إمبراطورية، نقلته من مجرد عامل بسيط إلى عالم الثراء الفاحش، ودعا قوادرية صراحة السلطات الأمنية والقضائية إلى التحقيق في ثروة "الإمبراطور منادي"، متوعدا ب "خريف ساخن" ينفض الغبار عن العديد من "فضائح التسيير وملفات الفساد التي تطبع تسيير وإدارة المشاريع والصفقات بمجمع الحجار". وفي ذات السياق، كشف قوادرية أن أزيد من 10 بالمئة من الصفقات المبرمة هي محل شبهة، مذكرا بمساع بذلتها النقابة في وقت سابق للإطاحة ببارونات الحديد الذين كبّدوا خزينة المركب خسائر فادحة، من بينها ملف الملياردير ونائب رئس المجلس الشعبي الولائي السابق بعنابة حسان فلاح المتواجد رهن الحبس المؤقت منذ نحو ثلاثة أشهر، بتهم إبرام صفقات مشبوهة وتضخيم فواتير والغش والتهرب الضريبي لما قيمته 1300 مليار. إلى جانب ملف الشركة الهندية "فراند سميت وورك" المختصة في استرجاع النفايات الحديدية، التي ألحقت بالخزينة العمومية خسائر تتجاوز 25 مليار سنتيم، وأسفرت تحقيقات مصالح الأمن والقضاء عن تغريم المدير العام للشركة ومستشاره وعوني الأمن الداخلي، وبدفع خمسة ملايين دينار وإدانتهم بثلاث سنوات سجنا نافذا، بعد أن وجهت لهم تهم التزوير واستعمال المزور وتلقي مزايا غير مستحقة. ويضاف إلى ذلك، ملف الشركة النيوزلندية التي كبدت أرسيلور ميتال عنابة خسائر قدرت بأزيد من 12 مليون دولار، لم تتمكن الخزينة العمومية إلا من استرجاع حوالي 02 مليون دولار بعد مساع دبلوماسية قامت بها السلطات الجزائرية مع نظيرتها في نيوزيلاندا، ثم فضيحة شركة ''"أشري أنترناشيونال" التي ابتلع صاحبها الهندي بين سنوات 2003 و2005 أكثر من 22 مليار سنتيم، وكذا ملف الشركة التركية لشحن ونقل البضائع "أفاس"، على خلفية تسجيل تلاعبات في طريقة منح صفقات الشحن ونقل المواد الخام من منجمي بوخضرة والونزة بولاية تبسة نحو الوحدات الإنتاجية لمركب أرسيلور ميتال عنابة. وقال إسماعيل قوادرية، إنه هو من فجّر أيضا ملف سوء التسيير والتلاعب بأموال لجنة المشاركة المكلفة بتسيير شؤون الخدمات الاجتماعية لحوالي 7200 عامل، تم الاقتطاع من رواتبهم وتحويلها بطرق ملتوية وغبر قانونية إلى إنجاز مشاريع وصفقات نقلت أعضاء المكتب المسير الموالين للبرلماني عيسى منادي، إلى "بارونات" ومليارديرات، ولا يزال التحقيق في الموضوع جاريا، حسب المتحدث.