أقدم عشية أول أمس، عون الأمن المدعو ''ب رابح'' البالغ من العمر 46 سنة والمنتمي إلى مصلحة الاستعلامات العامة، الكائن مقرها بحي القصبة بقسنطينة، على توجيه عدة طلقات نحو الشرطية ''لبنى ا م'' من مواليد 67 وتعمل كعون أمن عمومي بالأمن الحضري السادس ببوجنانة أردتها قتيلة بالكيلومتر السابع على طريق السمارة؛ ليقوم مباشرة بتوجيه المسدس نحو رأسه ويطلق رصاصة اخترقت جمجمته لينقل إلى غرفة الإنعاش بمستشفى ابن باديس الجامعي. وعن ظروف هذا الحادث المأساوي، ذكرت مصادر متطابقة ل ''البلاد'' أن عون الأمن ''ب ر'' على علاقة غرامية بالشرطية منذ فترة طويلة وأنه تقدم في الآونة الأخيرة إلى أهلها لخطبتها، غير أنه جُوبه برفض مطلق بسبب فارق السن بينهما، زيادة على أنه متزوج وأب لثلاثة أبناء؛ وهو الأمر الذي جعل العلاقة بينهما تتوتر. واستنادا إلى ذات المصادر، فقد خرجا معا عشية أول أمس على متن سيارة ''فولس فافن بولو'' تابعة للمصلحة في اتجاه طريق المطار على عادتهما، لتتطور الأحداث وتأخذ منحى مأساويا بعد أن أقدم على إخراج مسدسه وإطلاق سلسلة من الطلقات أصابت أربعة منها الضحية في البطن بينما استقرت الخامسة في رأسها ليقوم بعدها بتوجيه طلقة مصوبة نحو رأسه. وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية بعد اكتشاف الأمر ونقلتهما إلى المستشفى لتلفظ الشرطية أنفاسها الأخيرة بعد وقت قصير. فيما بقي عون الأمن ''ب ر'' يصارع الموت بغرفة الإنعاش بقسم جراحة الأعصاب بالمستشفى الجامعي وقد وصفت حالته بالحرجة جدا. إلى ذلك، قالت ذات المصادر إن مصالح الأمن استرجعت مسدس الشرطية بعد الحادثة من مقر سكناها بحي بوجنانة وهو ما ينفي فرضية تبادل إطلاق النار بين العشيقين التي شاعت مباشرة بعد الحادث. وتعتبر هذه ثاني عملية إطلاق نار تحدث في صفوف الشرطة بمدينة قسنطينة التي عرفت حادثة شبيهة في شهر فيفري، بطلها شرطي منتسب لأمن ولاية قسنطينة الذي قام بإطلاق رصاصة نحو الطبيب ''لحلاح ج'' المشرف على وحدة المراقبة الطبية للأمن الكائنة بنزل الشرطة بحي المنظر الجميل بعد أن رفض منحه إجازة مرضية. وقبلها صنعت الشرطية ''ف بوزيد'' بعنابة الحدث عند قيامها بإطلاق عشوائي للنار من مسدسها تجاه أهل عشيقها ومحاولتها الانتحار لتودع الحبس المؤقت بتهمة ارتكاب جناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد ليتبع ذلك حادث آخر لا يقل دموية عن الأول تورط فيه شرطي برتبة محافظ أول للشرطة أطلق فيه النار من مسدسه على زميله الدركي في جلسة خمر ونساء بإحدى ''المحشاشات'' بحي سيدي سالم . كما أن هذه الحوادث تأتي أسابيع فقط بعد قيام المديرية العامة للأمن الوطني بإرسال لجان تفتيش مركزية إلى الولايات لإعداد تقارير مفصلة حول المشاكل النفسية والمهنية التي يعانيها أفراد هذا السلك بعد تنامي حوادث إطلاق النار من قبل أعوان الأمن وتسجيل حالات مرعبة من الانتحار والتي ترجع -حسب مصادر متتبعة- إلى الضغوط النفسية الكبيرة التي يتعرضون لها.