لن ينجح العرب في حل الأزمة السورية، ولن تكون نهايتها بيد عربية، ولن تكون لمبادرتها ثقل يمكن أن يدفع بنظام بشار إلى النزول عند مطالب الشعب· كما لن تكون في المبادرة العربية أي مغريات تجعل من الحل السلمي مفتاحا للأزمة التي تكاد تبلغ عامها الأول· الأسباب كثيرة، لكن أبرزها، أن العرب يتعاملون مع القضايا العاجلة بخطوات السلحفاة· هذا من جهة ومن جهة ثانية، فإن كبرياء أو لنقل طغيان نظام عائلة الأسد بحاجة إلى عصا غليظة وليس إلى قفاز من حرير، ونكاد نرى فشل المبادرة العربية ماثلا، لأن الشعب يريد رحيل الأسد الذي أوغل في أرواح السوريين، بينما يرى الحاكم العسكري أنه الوصي الوارث لعرش بلاد الشام، وأن أي مجموعة تأتي من بعده ومن بعد آله يمكن أن تبيع سوريا، وهذا تخوف ظاهري بينما العقل الباطن لعائلة الأسد ولكل ”أسد” يستأسد على شعبه في العالم العربي هو الخوف من مرحلة ما بعد رحيله، هو الخوف من محكمة الشعب الذي أهدر دماء أبنائه وثروات بلده وكرامة أهله وحرمة بيوته·· العرب لن ينجحوا في حل أزماتهم مع الأسف، وثمن الدماء التي سالت في سوريا أكبر مما يحمله العرب لثوارها، وعقاب مرتكبها أقل بكثير مما يتوعدون به طاغيتها، بل هم لا يتوعدون أصلا· والغريب أن حكام العرب لا يغادرون إلا بعد أن تحترق روما وديارها وتسيل أنهار الدماء في سواقيها· فهل بات الفشل صناعة عربية؟؟