كشف رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني، أن اللقاء الذي جمع أمس قيادات الحركة بزعيم النهضة التونسية راشد الغنوشي، تمحور حول تجربة حركة مجتمع السلم التي تحصي في سجلها السياسي عشرون عاما من الممارسة العلنية وسبعة عشر سنة من المشاركة في الحكومة بعدد كبير من الوزراء، وكذا 16 سنة من الممارسة النيابية في الغرفتين· وقال سلطاني في حديث ل”البلاد”، إن اهتمامات وفد حركة النهضة تمحورت حول التجربة الجزائرية عموما وخصوصا مشاركة الإسلاميين في الحكومة والبرلمان· كما تطرق الجانبان إلى تجربة الحركة في التعاطي مع مختلف المؤسسات الدستورية، إضافة إلى تعامل حمس مع وزرائها في الحكومة· فيما غاصت أسئلة الضيوف إلى بعض التفاصيل، على غرار إمكانية الجمع بين المهام التنفيذية في الحكومة والحزب السياسي· كما استعرضا الجوانب الدبلوماسية وقضية الارتقاء بالعلاقات التونسية الجزائرية إلى أعلى المستويات الممكنة، خاصة وأن الغنوشي أعلن صراحة أن ذلك يعد من أولويات الحكومة المزمع الإعلان عنها قريبا· كما أبدى الغنوشي والوفد الذي رافقه حسب سلطاني حرصا كبيرا على ضرورة استيعاب ما يبدو للكثير من العاملين في الحقل السياسي ”تناقضات”، خاصة وأن حركة النهضة حزب إسلامي يريد أن ينفي تهمة الصراع القائم بين الإسلام والحريات وحقوق الإنسان، فضلا عن الحداثة والتمدن· في السياق ذاته، أكد سلطاني أنه منح زعيم النهضة مذكرة أحصى فيها جملة من التحديات والرهانات التي ستواجه حركة النهضة في المرحلة المقبلة خلال إدارتها دفة الحكم في تونس، خاصة في المجال الاقتصادي وساحة التنمية والاستجابة لحاجيات التونسيين على مستوى الجبهة الاجتماعية· من جهته، قال محمد السعيد، السفير السابق وزعيم حزب العدالة والتنمية -غير المعتمد-، إن زيارة الغنوشي للجزائر بدعوة رسمية تأتي لتؤكد النوايا الحسنة للجزائر وحرصها دبلوماسيا على تمتين علاقات الجوار مع المؤسسات الرسمية المنبثقة عن الانتخابات النزيهة في دول الجوار، فضلا عن الرسائل السياسية الداخلية والخارجية التي يمكن أن تستشف من دعوة الغنوشي، خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة المغاربية والتي تشبه إلى حد كبير عاصفة ”رمال متحركة”، على حد تعبيره·