في الوقت الذي لم تستجيب فيه العربية السعودية للقضاء التونسي المطالب بتسليم زين العابدين بن و حرمه السيدة ليلى الطرابلسي للمحاكمة في تونس، القضاء التونسي يستجيب لطلب الثوار و يقر بتسليم المحمودي رئيس الحكومة الليبية السابق في نظام معمر القذافي إلى الثوار في بن غازي ؟؟ و في الوقت الذي يتنعم فيه زين العابدين في جدة الشريفة بمكة المكرمة يبكي المحمودي البكاء المرير خوفا من التنكيل به و تصوير جثته عبر الهواتف النقالة بعد أن تفوح نتانة و تشوها. طالب ثوار ليبيا منذ إعلان قادة "حلف الناتو" عن نهاية الحرب القذرة التي عرفتها ليبيا، طالبوا من الدولة التونسية تسليم السيد البغدادي المحمودي رئيس وزراء ليبيا الأسبق الذي توسل إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالتدخل حتى لا يسلم إلى ثوار الناتو . المحمودي الذي هرب إلي تونس خوفا من بشاعة التعذيب الذي تمارسه جماعة الثوار على ابرز قادة النظام السابق و خير دليل ما لحق بمعمر القذافي و ابنه المعتصم بعدما و قع الاثنان في قبضتهم و هم أحياء حيث بلغ حد الكراهية إلى ما لا يوصف كما أشارت إحدى الصحف العالمية من اغتصاب للقذافي لعدة مرات. الثوار يريدون القضاء على كل من تعامل مع النظام السابق إلا أنهم غضوا لبصر عن السيد عبد الجليل الذي يعد من ابرز رموز العدالة في نظام القذافي في فترة كانت جد حاسمة . و بالرغم من أن جميع القوانين الدولية تمنع تسليم معتقلين إلى دولهم خوفا من تعرضهم للتعذيب أو القتل فما بلك بليبيا التي صورت مشاهد مروعة لم يذكر التاريخ لها من مثيل علما أن القضاء التونسي اقر على تسليم البغدادي . لكن في المقابل لمن سيسلم البغدادي ؟ للدولة المهلهلة التي يغيب عنها القانون العادل المنصف؟؟ فالمؤسسات القضائية غائبة غيابا تاما لذا فإن كل المنظمات تنادي بعدم تسليم الرجل كي لا يقتل أو ينكل به . عفوا نحن هنا لا ندافع عن البغدادي أو غيره و إنما ندافع عن حقه المشروط كي يحظى بمحاكمة عادلة. في الوقت الراهن يستحيل أن يستفيد من هذا الحق في ظل الفوضى و غياب بند الديمقراطية و عدم السيطرة الكاملة على الوضع من لدن الدولة المنهارة، من زاوية أخرى يستند القضاء التونسي على تسليم المحمودي إلى ثوار الناتو على الاتفاقيات المبرمة بين الدولتين السابقتين التي سقطا في كلاهما نظام الحكم القديم ! يجوز هذا لكن كيلا الدولتين أصبحتا في خبر كان. أليس بإمكاننا أن نقول بأن زوال القوانين قد زال بزوال من اقرها و اجبرها ؟؟ و من نافذة اقرب إلى الواقع لماذا لا ينطبق ذات القرار على خادم الحرمين الشريفين حتى يسلم زين العابدين بن علي إلى التوانسة؟ على الأقل هم اقل عداوة من ثوار ليبيا في حق أبناء جلدتهم.؟؟ لكم في موقف الجزائر أسوة... محمد عبديش