انتقلت موجة الاحتجاج بباب الوادي في يومها الثالث أمس إلى حي بوفريزي بوادي قريش، وكانت الأكثر حدة حيث استعملت قوات مكافحة الشغب القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفرقة المتظاهرين. وانتهت أحداث أمس بإصابة ثلاثة شبان كانوا من بين المتظاهرين، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين في صفوف الأمن. خرج صباح أمس المئات من شباب حي 14 طريق الفور ببوفريزي إلى الشارع، وقاموا في حدود الساعة الثامنة ونصف صباحا بقطع الطريق الرابط بين شوفالي وتريولي، وأضرموا النيران بالعجلات المطاطية احتجاجا على إقصائهم من برنامج إعادة الإسكان، مما دفع بقوات مكافحة الشغب إلى التدخل وإخلاء الطريق من المتظاهرين باستعمال الجرافات. وهي العملية التي أشعلت فتيل الاحتجاج وأججت من غضب المتظاهرين الذين قاموا برشق مصالح الأمن بالحجارة، وبعد فشل قوات مكافحة الشغب في التحكم في الشباب الغاضب استعملوا القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، أين أصيب أحد المتظاهرين برصاصة مطاطية على مستوى الرجل، كما أوقفت ذات المصالح شابين كانا من بين المحتجين. كما خرج العشرات من سكان الحي القصديري الواقع بجبل كوكو في بلدية وادي قريش في حدود الساعة السادسة من مساء أمس للمطالبة بالنظر في وضعيتهم وترحيلهم إلى سكنات اجتماعية لائقة. وبعد ساعة من الاعتصام وقطع الطريق، تدخلت مصالح الشرطة وفرقت المحتجين بطريقة سلمية، وذلك بعد وعدهم بتحديد موعد مع الوالي المنتدب اليوم لطرح انشغالاتهم على السلطات المحلية. وأكد المحتجون أمس على أنهم سيصعدون من موجة الاحتجاج إذا لم تعترف الجهات الوصية بهم، وتفي بوعودها لهم، وتقوم بترحيلهم كباقي الأحياء التي استفادت من العملية، مشيرين في تصريحاتهم ل''الخبر'' إلى وجود أكثر من 200 عائلة تعيش منذ 50 سنة في منازل هشة تقع على أطراف الوادي. وصنف الحي حسب السكان منذ 2003 في قائمة الخانة الحمراء لكن السلطات الوصية لم تحرك ساكنا سوى تقديم وعود تبخرت مع تصريحات الوالي المنتدب الجديد، والذي أفادهم يوم السبت الماضي حسب تصريحاتهم بأنهم ليسوا معنيين بعملية الترحيل تلك. والجدير بالذكر أن محافظ الشرطة لباب الوادي توجه إلى مكان الاحتجاج، وتحدث إلى المتظاهرين، وانتقل مع خمسة ممثلين عن سكان الحي إلى مقر الدائرة، واجتمعوا مع الوالي المنتدب الذي وعدهم بحل المشكل خلال 15 يوما.