أكد باحثان جزائريان في القضايا الدولية والسياسات الخارجية أن الجزائرتضاف إلى الدول العربية المهددة بإنشاء قواعد عسكرية أمريكية على أراضيها بوساطة فرنسية، كما كان الحال مع دول في الخليج العربي''أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة''، وبعض البلدان الإفريقية. وأشار الباحثان إلى المساعي التي تبذلها فرنسا في المنطقة العربية ولإنجاز لمشاريع تحت غطاء السلام الشرق أوسطي أو الاتحاد المتوسطي، هي تنفيذ لقرارات أمريكية الغرض منها اقتسام ثروات المنطقة بشكل يضمن لكل طرف تأدية دوره والاستفادة منه وفق معطيات القوة والنفوذ لدى كل طرف، وتنفيدا لمبدأ ''لم تعد هناك منطقة نفوذ وإنما مناطق مشتركة''. وشدد الدكتورعبد الحليم بسعة، الخبير في القضايا العسكرية، على ''ضرورة الحذر من المشروع الأمريكي الفرنسي المشترك في إنشاء قواعد عسكرية بدول شمال إفريقيا على غرار المشاريع المشتركة في الجنوب الإفريقي بحجة مساعدة البلدان الضعيفة كالصومال والسودان ودول الساحل''، موضحا أمس- في الندوة الشهرية التي تنظمها يومية ''الشعب''- الإستراتيجية التي ينتهجها الحليفان الغربيان في تحقيق أهدافهما في العالم العربي، خاصة وأن فرنسا، على حد قوله، أصبحت حليفا إستراتيجيا لأمريكا وهي تنفذ الإملاءات الموجهة إليها من طرف هذه الأخيرة. وأوضح بسعة أن الضغوطات التي تتعرض لها الجزائر حاليا من طرف جهات خارجية الغرض منها ترويضها وفق احتياجات القوى العالمية وجرها إلى القبول بفكرة القواعد العسكرية على أرضها بشكل أو بآخر، وهذا من خلال إشراكها في المشروع المتوسطي واستمالتها نحو مشروع الشرق الأوسطي الجديد الذي ترسم معالمه الإدارة الأمريكية رفقة إدارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقد استعرض، بالمناسبة، المعالم الرئيسية التي حملها هذا الأخير خلال حملته الانتخابية في2007 والتي تركز في مجملها على فتح صفحة جديدة مع مستعمراتها من جهة ولعب دور ريادي في منطقة الشرق الأوسط. من جهته، تطرق الكاتب والمحلل السياسي الدكتور صالح سعود في محاضرة بعنوان ''السياسة الخارجية الفرنسية في عهد ساركوزي''، إلى العوالم الرئيسية التي تنتهجها فرنسا خلال السنوات الأخيرة في سياستها الخارجية والتي غرضها إعادة الهيبة التي فقدتها خلال المرحلة السابقة، مبينا استجابتها للقرارات الأمريكية الموجهة في الأصل للدول العربية، حيث تعتمد أمريكا -حسب المتحدث- على الرئيس ساركوزي في عملية تنفيذ هذه القرارات، وهو الأمر البارز في تدخلها في القضية اللبنانية ودول الخليج خصوصا، إضافة إلى البلدان الإفريقية، وفيما يخص القواعد العسكرية الأمريكو-فرنسية، قال صالح سعود إن بعض البلدان العربية ستقبل، عاجلا أم آجلا، بإقامة القواعد على أرضها وهذا ''بسبب الضغوطات التي تفرضها عليها القوى الغربية''، حسب المحاضر .