كشفت مصادر مطلعة من داخل المؤسسة الوطنية للتلفزيون الجزائري أن القناة الأمازيغية، التي دشنت في 18مارس الفارط، تعيش حالة غليان لم يسبق له مثيل داخل المؤسسة.حيث بدأ بعض المسؤولين المحسوبين على منطقة تيزي وزو في فرض أوامرهم في اعتماد بعض الكلمات الخاصة باللهجة القبائلية على حساب اللهجات المعتمدة حاليا في القناة. أشارت مصادرنا إلى أن الصراع برز بعدما بدأ بعض المسؤولين من داخل القناة في محاولات لرفض لهجة على حساب اللهجات المعتمدة حاليا في هذه النشرة والمقدرة بخمس لهجات، بالرغم من أن اللغة الأمازيغية تحتوي على 13لهجة محلية، حسب تصريحات سابقة لعبد الحميد مهري، الذي يعتبر أحد الشخصيات على دراية ببعض الخبايا في الشأن الداخلي بالجزائر. واعتبرت مصادرنا الصراع الدائر داخل القناة الأمازيغية قضية نفوذ ومصالح أكثر منه قضية لهجة أو ما شابهها، خاصة أن هذه القناة لها خمس نشرات تعتمد فيها خمس لهجات محلية لحد الآن، وهي القبائلية والشنوية والميزابية والشاوية والترفية، ولكل لهجة منها رئيس نشرة، في حين تم تجاهل لهجات أخرى لأسباب لم يشأ مصدرنا الحديث عنها. وبخصوص النشرة المقدمة باللهجة القبائلية، فإن مسؤولي القناة يعتمدون على لهجة منطقة تيزي وزو على حساب لهجات ولايتي البويرة وبجاية، وهو الأمر الذي خلق تململا بين الصحفيين الذين ينحدرون من هذه المناطق، يقول مصدرنا، كما أن مسؤولي القناة كثيرا ما يتدخلون لدى رؤساء النشرة لإجبارهم على تصحيح أو بالأحرى تعويض بعض الكلمات التي تنطق مثلا بالميزابية ونطقها بالقبائلية، وهو الأمر الذي يرفضه الصحفيون من هذه المناطق في كثير من الأحيان. وتطرق مصدرنا أيضا إلى قضية تقديم النشرة بالقبائلية مثلا، في حين تأتي التعاليق بالشاوية أو الميزابية أو غيرها. وهو ما يؤثر سلبا على مردود وأداء القناة وهي في أولى خطواتها. التنافس غير المعلن طغى على أداء العاملين وأحدث احتقانا ملحوظا وهو الأمر الذي يحدث حالات من الفوضى مباشرة بعد نهاية النشرة. كما نقل محدثنا استياء الصحفيين من طريقة تسيير النشرات الإخبارية أساسا واقتراح المواضيع في هذه القناة، والتي ستؤثر سلبا على هذا المولود الجديد. وتساءل المصدر، في سياق آخر، عن تجاهل القناة لباقي اللهجات التي تزخر اللغة الأمازيغية بها، والتي لا يعرفها عامة الجزائريين.