أكد العربي نابتي مدير الإنتاج على مستوى قناة الامازيغية اعتماد قناتهم الفتية على إنتاجها الخاص، والذي تبثه باللهجات الخمس القبائلية والشاوية والترقية والشنوية والمزابية بنسبة سبعين بالمائة على عكس القنوات الأخرى، معتبرا الأمر بمثابة التحدي الذي رفعه فريق العمل الشاب. عن واقع القناة بعد عام من إرسالها، وعن مشاكلها ومشاريعها وآفاقها يحدثنا نابتي في هذا الحوار. أطفأت القناة الأمازيغية قبل فترة وجيزة شمعتها الأولى، وبصفتكم مديرا للإنتاج بهذه القناة هلا حدثتمونا عن ظروف عمل الفريق القائم على القناة؟ فعلا أطفئنا الشمعة الأول لإرسال بث القناة الامازيغية التي انطلقت يوم 18 مارس ,2009 حيث تلقينا أوامر من الوزارة الوصية بافتتاح قناتي القرآن الكريم والأمازيغية في نفس اليوم وفعلا تم البث. أما بخصوص مستوى المادة التي نقدمها اليوم على مستوى القناة فانا أقول وبكل موضوعية بأن قناة بعمر قناتنا وبالامكانيات المتاحة لفريق العمل لا يمكن أن ننتظر منها الكثير، لأنها اليوم كالطفل الذي لا يمكن أن ننتظر منه حركات أكبر من سنه، ولكن كلما قدم الجيد علينا أن نشد على يديه. فنحن اليوم نعمل بإمكانات محدودة ضمن مساحة محدودة بفريق عمل يتراوح عدد عناصر ما بين 85 و90 فردا، ويمكننا أن نقول أننا بدأنا من العدم يوم تلقينا أمر إطلاق القناة. بعد عام من البث التلفزيوني اليومي المتواصل لاحظنا كما باقي المتتبعين للقناة اعتماد قسم البرمجة على أرشيف التلفزيون الجزائري، حيث نكاد نحس بأن القناة نسخة مترجمة من العربية إلى الامازيغية؟ أبدا لا أوفقك الرأي، بل وأؤكد بأننا على مستوى قناة الامازيغية قد نكون على مستوى الإنتاج أحسن من القنوات الأخرى . قناة ''كنال الجيري'' مثلا بقيت ولمدة ثلاث سنوات تعمل بارشيف التلفزيون، في الوقت الذي اعتمدنا نحن في قناة الامازيغية على إنتاجنا الخاص بنسبة سبعين بالمائة. حيث نقدم 14 حصة خاصة و9 حصص خاصة بالإنتاج، ونفتتح بثنا الذي يتواصل من الساعة 17 والى غاية منتصف الليل بحصة ''تانالت '' أي بعد الظهيرة والتي نقوم ضمنها بتقديم منوعات من كل الميادين، من الفن والتاريخ والصحة والدين، من خلال استضافة مختصين في هذه المجالات. كما تقدم القناة حصة شهرية في شكل سهرة تحمل عنوان '' انزبزن '' وهي حصة فنية من تقديم المذيعة ''رزيقة'' نقدم خلالها عددا من الفنانين الامازيغين إلى جانب فنانين عرب. زيادة على ذلك حرصنا على تقدم برامج خاصة بالشباب وحصص دينية ومسلسلات تلفزيونية، حيث قدمنا خلال شهر رمضان الفارط ثلاث مسلسلات لقيت نجاحا كبيرا على مستوى المشاهدة، وهي مسلسل ''سي محند اومحند أمقران'' الذي قدمناه في رمضان الماضي، ومسلسل ''فاطمة نسومر'' وهومترجم من العربية إلى الامازيغية وكذا مسلسل ''ياك انغامد''. هذا بخصوص البرمجة ماذا عن سياسة القناة المنتهجة من قبل القائمين على هكذا قناة متخصصة؟ نحرص في القناة الامازيغية على توظيف كل اللهجات الأمازيغية الجزائرية الخمسة: القبائلية، الترقية، الشاوية، المزابية والشنوية من خلال تخصصنا في تغطية كل التظاهرات الفنية والثقافية والأنشطة الاجتماعية والسياسية.. في المناطق الناطقة بالامازيغية كبجاية وغرداية وتمنراست وباتنة.. وعليه فنحن نحرص على تقريب هذه المناطق من بعضها البعض والتعريف بموروثها الثقافي. كما نعمل على تقوية التواصل بين الناطقين بالعربية والناطقين بالامازيغية، ونحاول تشجيع الإنتاج الامازيغي وتحسينه أكثر فأكثر. وهل تأخذ سياستكم المبادرات الشابة في مجال الإنتاج بعين الاعتبار؟ وهل تفتح قناتكم الباب أمام الشباب المبدع من الإعلاميين والمخرجين والمؤلفين..؟ أكيد نحن نفتح الباب على مصراعيه أمام كل المنتجين والمبدعين الشباب، شريطة أن تكون الأعمال المقدمة متميزة وذات مادة إعلامية مهمة وذات جودة إخراجية ملائمة للبث التلفزيوني الجيد، حيث انه سبق لنا التعامل مع عدد من المهتمين بحقل الاتصال وقدموا لنا أعمالا مهمة، وبالمقابل رفضنا شراء العديد من الأعمال التي لا ترقى إلى مستوى البث التفزيوني لأنه في آخر الأمر نحن المسؤولون أمام الجمهور، وبالتالي علينا توخي الحذر على مستوى انتقاء الأعمال سيما في ظل محدودية الإمكانات. وماذا تقصدون بمحدودية الإمكانيات؟ بكل صراحة من الصعب العمل في ظروفنا الحالية، خمس قنوات تحت سقف مؤسسة واحدة أمر صعب جدا خاصة في فترة المواسم والأعياد والمناسبات، حيث يزيد ضغط العمل على القنوات الخمس في نفس الوقت، وبالتالي يصبح عامل السرعة هوالمقياس الوحيد في العمل لا الجودة. وعليه يمكنني أن أقول أننا نستطيع تقديم الأحسن في حالة تحسن الظروف ورفع الضغط علينا، وأقولها وبكل صراحة على المسؤولين أن يحسنوا الأوضاع. فعلى سبيل المثال لا الحصر نحن اليوم نتلقى عشرات الدعوات لعشرات التظاهرات لكن لا يمكننا أن نلبيها كلها بسبب قصور إمكاناتنا. في ظل هذه الظروف هل بإمكان القناة إطلاق برنامج جديد لموسمها الجديد؟ أم ستبقى على ذات الرزنامة البرامجية؟ ونحن نشعل شمعتنا الثانية نستطيع أن نقول بكل صراحة أننا قدمنا ما بوسعنا في حدود إمكاناتنا ونطمح للأحسن وعلى كل المستويات. وهوما حاولنا تجسيده من خلال تحضيرنا لحصة جديدة ستدخل البرنامج خلال الموسم البرامجي الجديد، وهي حصة للأطفال ولأول مرة ستكون بالامازيغية، وستكون انطلاقتها بالقبائلية الشاوية والمزابية، وبعدها سنحاول تقديمها بالترقية. كما أننا قمنا خلال تغطيتنا لمهرجان المسرح الامازيغي بتيزي وزو بشراء 10 أعمال مسرحية بعد عرضها على لجنة قراءة برئاسة مدير القناة، من بينها أعمال مغربية وأخرى موريتانية، إضافة إلى أعمال جزائرية وجدنا أنها في مستوى التقديم، وستتم برمجتها لاحقا ضمن منوعات القناة.