مباراة الجزائر مصر انتهت بفرحة عارمة مقابل صفر مكعب في شباك خصمين: الأول معروف ونقصد به فراعنة دخلوها بسلام آمنين وخرجوا منها بدموع باكين، والثاني منسوف وهو حكومة حزينة عرتها كرة بسيطة لا وزن لها، استطاعت في غفلة من صناع اليأس الرسمي أن تهرب بسمة غير رسمية كانت هي الحدث والتاريخ ليصرح أحدهم، وأظنه وزيرا في حكومة أويحيى، بأن نشوة وعظمة الاحتفال بالنصر على مبارك وضيفه أوباما، ذكّرته باحتفالات عيد النصر. ورغم أنه لا يوجد استعمار واضح وظاهر المعالم هذه الأيام، كما أن فرنسا وفق المنطق الملموس لم يعد لها جيوش ولا دبابات ولا زواحف على أرضنا، إلا أن الوزير الثمل بنبيذ الكرة تقيأ في صحن الفرح وأرجع جنون الفرح الشعبي بالانتصار ''كرويا'' على ''الهزيمة'' ''مصر'' إلى التاريخ الذي يعيد نفسه لكي يلغي اليأس ولو كان مصدره بطاطا مجنونة أو فلفلا حارا ألهب شرف الحكومة في كونها حكومة شعب وحكومة أزمة وحكومة عزة وكرامة أفقدتها بطاطا مستديرة عفتها لتتعلق الحكومة نفسها من خلال وزرائها المنهكين والمنتهكين بطفرة كرة أرادت تشكيلة أويحيى أن تستر به فشلها في حماية الألوان الاجتماعية من لعب التجار والسماسرة وأرباب الزيت والسكر ومشتقاتهما الغذائية الذين لا يتوانون في تسجيل أهداف في مرمى الشعب ومرمى السلطة سواء كان ذلك في ساحة الملعب أو خارجها.. شهور وسنوات من مباراة البطاطا المستديرة وسيمفونيتها الشهيرة في ''ها هي طارت، ها هي هبطت'' أنهتها كرة مستديرة والمواطن المأزوم بالكرسي المستدير والمسؤول المستدير والوطن المستدير، أدار ظهره لكل شيء مستدير وراوغ التجار و''المكار'' وافتك في عز تأزمه وانصهاره وانتحاره لحظة فرح قذفتها كرة يأس من وضع عام أفرزه غياب السلطة عن ساحة الوغى الاجتماعي. ولأول مرة في زمن القذف والركل الدستوري، يحتفل من تحولوا إلى كرة تتقاذفها شباك السلطة والمعارضة والانتخابات العفوية، بانتصار كرة مستديرة. ومن عجائب الصدف أن تحتفل كرة بكرة والتفسير البسيط أنه لأول مرة ومنذ تاريخ ''جيبوها يا لولاد'' تعود الكرة للشباك ويعود القذف والركل إلى مرماه الأصلي بعيدا عن بطون وأرزاق الخلق، لتنتصر الكرة وينتصر لها من كانوا كرة تلاعب بها الساسة وجماعة البطاطا وإخوان الصفا والمروة.. مصر خرجت كسيرة ونشوة صلاة أوباما بأزهرها الشريف دون غيرها من الأمصار العربية المراق دمها وعرضها، أبطلت مفعولها كرة جزائرية حولت فخر مبارك بمعية ''عادله'' إمام إلى نكسة، والمصادفة أن نكسة الأشقاء المصريين على أيدي أشبال سعدان تزامنت وذكرى نكسة مصر في سنة 1967، مع فارق أن مصر 2009انتكست هذه المرة وأوباما بين ظهريها عكس الزمن السابق حينما كان للنكسة والهزيمة لون وطعم رغم الوجع والألم والانكسار. والنتيجة من هزيمة مصر الأليمة أن ''أوباما'' وقوة تأمركه لا يمكنها أن تمنع هزيمة إذا كانت مقدرة، فليس معنى أن يكون ''أوباما'' ضيفك أو حليفك حتى تذيع نصرك المرتقب..رابح سعدان الذي راوغ مصر بدموع التماسيح التي ذرفها عشية إجراء اللقاء المصيري، انتصر على فريقين في مقابلة واحدة وبقذيفة صاروخية واحدة سجل الرجل نصرين نظيفين ضد خصمين، فبالإضافة إلى الانتصار الكروي على ''أبوتريكة'' التقي والمصلي والمتعاطف مع غزة، فإن أهم انتصار وهدف سجله سعدان كان ضد الحكومة ووزرائها الذين يتحججون في إفلاس وشلل برامجهم ومشاريعهم بغياب التنسيق ونقص الإمكانيات وهي الحجة التي أبطلها سعدان بانتصاره على مصر، فرغم معرفة مصر ومعرفتنا نحن بأن أغلبية عناصر الفريق الوطني الذين أحرزوا النصر الكبير لم يلتقوا وربما لم يتعارفوا إلا منذ شهر، إلا أن ما جمعهم ووحد نصرهم هو راية وطنية ومسؤولية انتماء، ليتمكن الفريق من التجانس والتكامل ليكونوا جسدا واحدا أخلط حسابات خبراء الكرة ومخترعيها. فليس سهلا أن تكوّن فريقا قويا في ظرف شهر أو سنة، ولأن سعدان فعلها، فيما عجز أويحيى وغيره من سلطات التحكم عن تبييض صورة حكومة عمر اللاعب أو الوزير الواحد فيها يتعدى الخمس سنوات، فإن أقرب اقتراح للنجاح أن يفكر الحاكمون في أمرنا في إنشاء حكومة كروية يدربها سعدان لمدة شهر حتى تستعاد الثقة في السلطة كما استعيدت الثقة في الكرة، وبالطبع وأهم عامل نجاح أن يحال قدماء اللاعبين على التقاعد لأن ''للسن'' ضرورة وقدرة معينة ولا يمكن أن يفرض سعدان على وزير تربية مثلا ركض خمسة عاما بلا نتيجة أن يعيد تسخين عضلاته بعدما احترقت، كما لا يمكن أن يقفز جمال ولد عباس إلى أعلى وخاصة أن قفز الزانة مكنه من تحطيم الرقم القياسي في الوصول إلى قلوب الأمهات العازبات.. وحتى تتكرر مشاهد فرح المواطن وتعود ذاكرة وزير آخر إلى احتفالات عيد النصر، فإن أحسن طريق أن يحال الفاشلون على التقاعد ويسجل الرئيس هدفا نظيفا في مرمى حكومة مستديرة عرتها كرة مستديرة.. شكوى وعبرة لجأت سيدة مصرية إلى حيلة الإبلاغ عن إصابة زوجها بأنفلونزا الطيور في محاولة للتخلص منه، وذكرت صحيفة ''الجمهورية'' أن الزوجة قالت إنه ظهر على زوجها مرض أنفلونزا الطيور ''فدرجة حرارته مرتفعة باستمرار ويتقيأ دما ودائما كسلان وفي خمول ونوم، وأنا خائفة من أن تصيبني العدوى أنا والعيال. وأضافت الزوجة ربة المنزل أنها تقيم مع زوجها محمد الموظف ولديها ولد وبنت، ومنذ عدة أشهر تدهورت صحة زوجها وينام كثيرا وبدأت عليه أعراض أنفلونزا الطيور. وتم اقتياد الزوج إلى مستشفى محلي وأجرى الأطباء له التحاليل اللازمة التي كشفت نتائجها خلوه من أي أمراض. وكشف الزوج وجود خلافات بينهما وأنها كثيرة الغياب عن مسكن الزوجية والعبرة أن ''أنفلونزا'' تزامن دخولها وخطبتها لمصر مع مقابلة مصر والجزائر فكانت النتيجة لعنة أصابت الفراعنة في مقتل..والسؤال: ترى هل تم عرض الرئيس ''أوباما'' على التحاليل المخبرية في مطار القاهرة للتأكد من خوله من الأنفلونزا وخاصة أن أمريكا تحولت إلى مزرعة لها؟