دعَت لويزا مورغانتيني (نائبة رئيس البرلمان الأوروبي) إلى تقديم قادة جيش الاحتلال الصهيوني إلى المحاكمة لاقترافهم جرائم ضد المدنيين واستهداف البنية التحتية والاقتصادية في قطاع غزة.وبعد مغادرتها غزة الأربعاء الفائت بعد زيارتها لها على رأس وفد ضم 41 برلمانيًا أوروبيًا، أكدت لويزا مورغانتيني في تصريح لفضائية الجزيرة، حرص الاتحاد الأوروبي على دعم الجهود المصرية على صعيد إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة وتقديم كل ما من شأنه المساهمة في ذلك. وشدّدت النائبة الأوروبية على ضرورة توحد الفلسطينيين ورفع علم فلسطين بدلاً من رايات مختلفة، وإلاّ سيظل الحصار والدمار على قطاع غزة مستمرًا، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي كان على وشك الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية لولا قيام حركة حماس بالسيطرة على قطاع غزة، الأمر الذي أعاد الأمور إلى سابق عهدها. ولم تستبعد مورغانتيني أن يُدْعَى رئيس الحكومة المنتخبة في غزة إسماعيل هنية لزيارة الاتحاد الأوروبي وذلك في حالة توصل الفلسطينيين إلى اتفاق في القاهرة، وجرَت انتخابات ديمقراطية وفازت بها حماس، مؤكدة أن رؤيتها في الأساس كانت منذ البداية مع عدم مقاطعة حركة حماس لأنها جزء من الشعب الفلسطيني، وفازت في انتخابات نزيهة وديمقراطية. وتابعت: "إذا لم تستأنف حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل أو تنفذ مزيدًا من العمليات العسكرية، فأعتقد أن موقفنا منها سيكون مغايرًا لما سبق، خاصة أن المقاومة ليست فقط بإطلاق الصواريخ، لأن الصورايخ لم تجلب للفلسطينيين إلا الدمار والخراب، فمنذ عام 2001 لم تقتل الصواريخ سوى 22 إسرائيليًا بينما قتل الآلاف من الفلسطينيين، واستخدمتها إسرائيل على نطاق واسع لتبرير إجراءاتها ضد الفلسطينيين". وحول الهدف من زيارة وفد البرلمانيين لغزة قالت مورغانتيني: إن هناك معنى سياسيًا يهدف إلى حثّ الحكومات والبرلمانات الأوروبية، لاتخاذ موقف واضح من إنهاء الاحتلال والاستيطان والحصار، ومعنى إنسانيًا يهدف إلى إطلاع الوفد على الدمار الذي لحق بالقطاع عن قرب. ووصفت مورغانتيني ما حدث ويحدث في قطاع غزة بالجريمة والخرق الفاضح لمعايير حقوق الإنسان، مؤكدة أن الأوربيين سيواصلون تقديم الدعم بمختلف أشكاله لحين توصل الفلسطينيين إلى تسوية لإنهاء الصراع. واستطردت بقولها "كما أنّ الحرب والحصار على غزة غير شرعي، فإن الحواجز والاستيطان في الضفة غير شرعي، لذلك فمن الواجب ألاّ تتمتّع إسرائيل بعلاقات متنامية أو تفضيلية مع الاتحاد الأوروبي، إذا استمرت في خرق المواثيق والقوانين الدولية". وفيما يتعلق بجدوى زيارات الوفود البرلمانية الأوروبية لقطاع غزة، قالت نائبة رئيس البرلمان الأوروبي: "أعتقد أن هذه الوفود ترسل رسالة للشعب الفلسطيني مفادها بأنه ليس وحيدًا، كما أنها تعمل على تغيير الصورة النمطية عن قطاع غزة الذي يوصم بأنه يضم مجموعة من الإرهابيين والمجرمين، ونقل الصورة الحقيقية للحكومات والشعوب الأوروبية". من جهة أخرى دعَا الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر أول أمس الخميس في العاصمة السورية دمشق، الولاياتالمتحدة إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس التي تسيطر على قطاع غزة بهدف المساعدة على حل النزاع "الإسرائيلي- الفلسطيني". وخلال مؤتمر صحافي قال كارتر: "أدعو الحكومة الأمريكية إلى البدء في أسرع وقت بمفاوضات مباشرة مع حماس"، رغم أن واشنطن لا تزال تعتبر هذه الحركة المقاومة التي تقاتل الاحتلال "منظمة إرهابية". وأضاف الرئيس الأمريكي الأسبق: "من المستحيل تحقيق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل دون مشاركة حماس إلى جانب حركة فتح"، التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان كارتر قد وصل إلى سوريا يوم الأربعاء المنصرم في زيارة التقى خلالها وبالتحديد مساء أول أمس الخميس قادة الفصائل الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرًا لها وعلى رأسهم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، قبل أن يتوجه إلى الأردن والكيان الصهيوني والأراضي الفلسطينية.