فتحت أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ملف المتورطين في التفجيرات الانتحارية التي هزت ولاية البويرة مطلع شهر أوت ,2008 كانت قد استهدفت القطاع العملياتي التابع للجيش الوطني الشعبي وحافلة نقل عمال المؤسسة الكندية ”لافلان”، وخلف الهجوم الانتحاري 60 ضحية منهم 13 عسكريا· محاكمة المتهمين ال15 المنتمين إلى دوار مخشن بالبويرة تميزت بين مفاجأة الاعتراف لبعض المتهمين وتهديدات المتهم ”ك·ح·محمد” صاحب سيارة كونغو التي استخدمت في التفجيرات، والمكنى ”بلال” بالانتحار داخل السجن إذا لم يتم الفصل في ملفه مبدئيا حتى دون حضور محاميه الذي تأخر عن الجلسة كونها المرة السابعة التي يبرمج فيها الملف، كما حمل القاضي مسؤولية ما سيحدث إن قرر التأجيل· غير أن وصول محامي المتهم استبعد تأجيل الملف وقد فضل رئيس الجلسة أن يستمع لتصريحاته فيما يخص التهم الموجهة إليه رفقة 22 متهما 8 منهم في حالة فرار، والمتعلقة بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة، تشجيع وتمويل جماعة إرهابية، تكوين جماعة إرهابية غرضها بث الرعب في أوساط السكان وخلق جو انعدام الأمن من خلال الاعتداء الجسدي والمعنوي على الأشخاص وتعريض حياتهم للخطر· المتهم صاحب السيارة فند جميع ما نسب إليه مصرحا بأنه ليست له علاقة مع المجموعتين الأرهابيتين اللتين نفذتا الهجوم الانتحاري بواسطة الانتحاريين أبو بكر العاصمي وأبو زينب، وأنه فعلا كان يملك سيارتين الأولى من نوع كونغو باعها لشخصين لا يعرف هويتهما بمبلغ 5,44 مليون سنيتم، والثانية من نوع ”آركات” باعها بسوق الحراش، غير أن القاضي واجههه بتصريحاته التي أدلى بها أمام قاضي التحقيق حيث أكد من خلالها أنه فعلا باع سيارة للجماعات الإرهابية والأخرى قدمها لهم مجانا وقد تم تسجيل واحدة باسم عمه الذي ليست له أي صلة بالملف· أما المتهم الثاني ”ب·عبد الرحيم” فقد فاجأ الجميع باعترافاته المثيرة بجميع التهم المنسوبة إليه وعلاقته بجميع الأطراف المتورطة في القضية، وكيف كانت الانطلاقة للانخراط في الجماعة الإرهابية والتي كانت حسب ما أدلى به من تصريحات من مسجد الوفاء بالعهد بالقبة حيث كانت تقام حلقات ودروس تحرض على الجهاد حيث اقتنع رفقة العديد من المهتمين بفكرة الانضمام للتنظيم الإرهابي بسبب هذه الحلقات والأشرطة السمعية الخاصة بالفكر الجهادي وأنهم ساهموا كعناصر دعم وإسناد في نقل المؤونة إلى الجماعات الإرهابية الناشطة بمنطقة بومرداس والأخضرية· كما كشف عن مخطط الجماعات الأرهابية التي كانت تنوي تفجير مقر الشرطة القضائية ببئر خادم، والتخطيط لقتل إمام مسجد الصنوبر البحري وهي العملية التي رشح لتنفيذها الإرهابي ”ب·رابح” المكنى ”أبو هريرة” من الشراعبة الذي أوقف بمسجد الإمام الشافعي بالحراش في 25 أوت الفارط، هذا الأخير أنكر ما جاء على لسان المتهم ”ب·ع”·ئ أما المتهم الرئيسي ”م·كمال” بائع سيارات بسوق الحراش فقد نفى كل ما نسب إليه، في حين كان قد اعترف في محاضر الضبطية القضائية بأن بداية نشاطه في الشبكة التي ينتمي إليها كانت بتعرفه على المتهم المدعو ”ب·كمال” والمتهم ”ك·محمد” المكنى ”بلال”، بحيث بعد اتصاله بالعناصر الإرهابية المتمركزة بالجبال وعلى رأسهم الإرهابي المقضي عليه مؤخرا من قبل مصالح الأمن المدعو دربال·ع المكنى أبوحذيفة عبد الجبار الذي كان في اتصال هاتفي مباشر بالمتهم ك·محمد، مضيفا أنه في العديد من المرات تنقل إلى دوار ”مخشن” بالأخضرية ولاية البويرة إلى مركز الجماعة الإرهابية المسلحة ليتم نقل كل ما يحتاجونه من مؤونة ولوازم، وعلى وجه الخصوص الهواتف النقالة وما يتبعها من شرائح وبطاقات تعبئة على متن سيارة المتهم المدعو ك·محمد المكنى بلال، أو في حافلة نقل المسافرين،وأشار إلى النشاط الموازي للشبكة المنتمي إليها المتمثل في تجنيد عناصر جدد وتسهيل لهم ربط الاتصال، ومن ثمة الالتحاق بمعاقل الجماعات الإرهابية المسلحة لمباشرة العمل المسلح· أما المتهم ضابط الشرطة ”د·محمد” المتورط في الملف رفقة ابنه ”د·نسيم” فقد أنكر التهمة المنسوبة إليه، مشيرا الى أنه لم يكن يدري أن صهره ”عبد المؤمن رشيد” المكنى”حذيفة الجند” أمير وطني ضمن الجماعة السلفية للدعوة والقتال وأن العلاقة التي كانت تجمعه به علاقة مصاهرة فقط ولم يقم يوما بتزويده بالأسلحة والذخيرة الحربية كما ورد في قرار الإحالة،