من المرتقب أن تفتح محكمة جنايات العاصمة في دورتها العادية لشهر ماي المقبل ملف التفجيرات المزدوجة التي هزّت مركز الأبحاث والتحرّيات بالجيش الوطني الشعبي وحافلة نقل عمّال شركة "لافلان" الكندية التي اهتزّت لها مدينة البويرة في ال 20 أوت من سنة 2008، والتي خلّفت وفاة 60 شخصا أغلبهم من العسكريين، إضافة إلى إصابة 16 آخر بجروح من بينهم ثلاثة مدنيين، وهو الملف الذي تورّط فيه حسب التحرّيات المعمّقة لمصالح الأمن شرطي بأمن ولاية الجزائر رفقة نجله· فقد توصّلت تحرّيات مصالح الأمن التي انطلقت مباشرة بعد الهجوم الانتحاري الذي نفّذه كلّ من "عبدان خميس" من مواليد 1967 والمقيم بمناخ فرنسا، و"سيدنا عبد الودود" وهو الذي استهدف الحافلة والمكنّى "أبو زينب"، إلى المالكين الحقيقيين للسيّارتين المستعملتين في الانفجار، واللذين صرّحا بأنهما قاما ببيعهما في سوق السيّارات بالحرّاش بمبلغ مالي تراوح بين 44 و45 مليون سنتيم، وقد استعملتا أوّل الأمر في نقل المؤونة على دفعات إلى غاية "دوار مخشن" بأعالي الأخضرية في ولاية البويرة· كما كشفت التحقيقات أن غالبية عناصر الشبكة جنّدوا مباشرة قبل التفجيرين الإرهابيين، حيث كان من أهداف الشبكة التي يترأسها أمير منطقة الوسط "عبد المؤمن رشيد" المكنّى "حذيفة الجند" اغتيال عدد من أئمة المساجد في العاصمة لوقوفهم مع قانون المصالحة والوئام المدني، وكان من بين المستهدفين إمام مسجد في الصنوبر البحري، إذ دبّر له "عبد المؤمن دربال" المكنّى "أبو حذيفة عبد الجبّار" أحد عناصر الشبكة، خطّة أرادها أن تتمّ عن طريق تفخيخ سيّارته وتفجيرها عن بعد· ويبرز في الملف اسم موظّف شرطة معروف أنه صهر الإرهابي "أبو حذيفة"، اعتقل بشبهة عدم التبليغ وتبيّن أنه ساعد عناصر الشبكة في نقل ابنته التي هي زوجة "دربال عبد المومن" وابنهما إلى غاية معاقل سرية الأخضرية لملاقاة زوجها، كما تكتّم عن لقاءات أخرى ومكالمات هاتفية تتمّ بين الإرهابي وزوجته· كما تمّ توقيف المدعو "م·ك" الملقّب ب "زيتونة" الذي اعترف بانتمائه إلى شبكة الدّعم والإسناد النّاشطة لفائدة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وبداية نشاطه كان عبر تعرّفه على عنصرين إرهابيين، حيث ربط على إثرهما اتّصالا مع الجماعات الإرهابية المتمركزة في الجبال على رأسهم "أبو حذيفة عبد الجبّار"، مصرحا بأنه أوكلت إليه مهمّة نقل المؤونة إلى "دوار مخشن" بالأخضرية· وعلى إثر ذلك، تمّ توقيف "ك·خ" المكنّى "بلال"، أين اعترف بانتمائه وإمداده للعناصر بالمؤونة والأدوية وغيرها وبمساعدة "ن·ج" المكنّى "عيّاش"، كما اعترف بأنه من اقتنى السيّارتين المستعملتين في التفجيرين وهذا بأموال العناصر الإرهابية، أين تمّ تحويلهما إلى معاقل الجماعات الإرهابية التي عبّأت السيّارتين بالمتفجّرات· وبمواصلة التحرّي تمّ القبض على "س·ع" المكنّى "عمّي عبد اللّه" الذي صرّح بانتمائه نتيجة تأثّره بما يجري في العراق واطّلاعه على الأنترنت والأقراص المضغوطة المحرّضة والمروّجة للأعمال الإرهابية· ويحمل الملف تهما ثقيلة تتعلّق بجناية الانخراط إلى جماعة إرهابية غرضها بثّ الرّعب في أوساط السكان وخلق جوّ من انعدام الأمن من خلال الاعتداء المعنوي والجسدي على الأشخاص وتعريض حياتهم وحرّياتهم وأمنهم للخطر وحيازة أسلحة متفجّرة دون رخصة، والتي استهدفت مراكز حسّاسة، والتي وضعت 15 متّهما على رأسهم أمير منطقة الوسط في قفص الاتّهام·