تعالج، اليوم، محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة الملف المتعلق بالتفجيرين الانتحاريين الذين استهدفا مدينة البويرة شهر أوت المنصرم، حيث ستتم محاكمة 15 متهما ثبت تورطهم في القضية. وقد وجهت لهم تهمة تكوين جمعية أشرار والانخراط في التنظيم الإرهابي الدولي " القاعدة "، إلى جانب تقديم الدعم والمساعدة لعناصر الجماعات الإرهابية المسلحة والتستر والمساس بأمن الدولة والوحدة الوطنية والسلامة الترابية واستقرار المؤسسات الوطنية والأجنبية وسيرها العادي، إضافة إلى ضلوعهم في التخطيط والتنظيم والتقتيل العمدي الجماعي بواسطة التفجيرات وعن طريق الانتحاريين في الأماكن العمومية، وكذا حيازة الأسلحة النارية وذخيرة حربية حية، ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والتجنيد والإشادة بالأعمال إرهابية وعدم التبليغ. وقد اعترف المتهم " ب.محمد " بملكيته للسيارة المستعملة في التفجير على الرغم من كونها كانت مدونة تحت اسم شخص آخر لا علاقة له بالقضية، والتي كانت من نفس النوع حيث أضاف بأنه قد قام بدوره بتكليف شقيقه ببيعها بملغ قدره 44.5 مليون سنتيم. وأنه اعتمد على الاستغلال التقني، وكذا المكالمات الواردة الخاصة بسائقي السيارتان، إلى جانب الدراسة الدقيقة والمعمقة بالعمل التقني المدعم بالجانب الاستعلاماتي، ظهر ترابط واضح بين الأشخاص الذين قاموا باقتناء السيارتان، على الرغم من اختلاف المناطق التي يقيم بها الباعة، حيث تم استهداف احد الأشخاص الذي ظهر ارتباطه مع هؤلاء وهو المتهم " م.كمال " المكنى ب " الزيتونة ". وعليه تم تكليف الأفواج العاملة ميدانيا من اجل تحديد أماكن تردد المتهم وتسطير خطة من محكمة من اجل إيقافه، وبتاريخ 24 أوت 2008 في حدود الساعة الواحدة، وعلى مستوى سوق " جلمان " بالحراش، تم إيقافه ليتم تحويله للمصلحة على ذمة التحقيق السالف الذكر، كما أن المتهم " م. كمال " قد حاول إنكار كل ما نسب إليه أثناء سماعه أمام الضبطية القضائية، إلا أن مواجهته بالقرائن والأدلة، أدت إلى اعترافه بالتهمة الموجهة إليه بانتمائه لشبكة دعم وإسناد تعمل لصالح التنظيم الإرهابي المسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مشيرا في الوقت ذاته أن بداية نشاطه بالشبكة التي ينتمي إليها كانت بتعرفه على المتهم المدعو" ب.كمال "، والمتهم " ك.محمد " المكنى " بلال "، بحيث بعد ربطه الاتصال بالعناصر الإرهابية المتمركزة بالجبال، وعلى رأسهم الإرهابي المقضي عليه مؤخرا من قبل مصالح الأمن المدعو" دربال.ع " المكنى أبوحذيفة عبد الجبار . وفي سياق تصريحاته، أضاف هذا الأخير بأنه في العديد من المرات يتنقل إلى غاية دوار مخشن بالأخضرية ولاية البويرة، إلى مركز الجماعة الإرهابية المسلحة ليتم نقل كل ما يحتاجونه من مؤونة ولوازم، وعلى وجه الخصوص الهواتف النقالة وما يتبعها من شرائح وبطاقات تعبئة، وهذا على متن سيارة المتهم المدعو" ك.محمد " المكنى " بلال "، أو على حافلة نقل المسافرين، كما تطرقلنشاط الموازي لشبكة المنتمي إليها المتمثلة في تجنيد عناصر جديدة وتسهيل لهم ربط الاتصال ومن ثمة الالتحاق بمعاقل الجماعات الإرهابية المسلحة لمباشرة العمل المسلح، والذين من بينهم كل من المتهم المدعو" س.حمزة " من ولاية خنشلة والمتهم المدعو " بن.إبراهيم " المكنى بن خالفة عبد الحليم، والمتهم المدعو " بن .رابح "الملقب " إسماعيل ". ش.م