افتتح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رسميا مقر حملته الانتخابية في باريس، واختار له حيا لأبناء الطبقة المتوسطة الذين يعتمد عليهم لانتخابه لولاية ثانية في اقتراع أفريل المقبل، في حين هاجمت مرشحة أقصى اليمين مارين لوبان سجله الاقتصادي، واتهمته بسرقة أفكار حزبها. وخلال تدشينه المقر كشف الرئيس عن مسؤولي حملته، وبينهم وزيرة البيئة ناتالي كوشيوسكو موزريزت “38 عاما” التي ستصبح متحدثة باسم المرشح ساركوزي بعدما تغادر منصبها في الحكومة. وردا على اختياره حيا لأبناء الطبقة الوسطى، قال ساركوزي الذي وصل إلى مقر الحملة سيرا “إنه يقع في منتصف الطريق تماما بين منزلي والإليزيه، وهكذا سأتمكن من المرور عليه في الصباح قبل الذهاب إلى مكتبي”. وعقد ساركوزي أمس في مرسيليا أول تجمع انتخابي كبير له مرشحا عن الاتحاد من أجل حركة شعبية. وعكس بقية منافسيه الذين أعلنوا ترشحهم قبل أشهر، لم يكشف ساركوزي عن تقدمه رسميا للاقتراع إلا الثلاثاء الماضي. وتظهر الاستطلاعات حتى الآن أن مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند سيهزم ساركوزي بسهولة في الدورين الأول والثاني. وكشف ساركوزي هذا الأسبوع عن الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي، مركزا كما هو متوقع، على الأمن والهجرة، وهما موضوعان أثيرا لدى الجبهة الوطنية حزبِ أقصى اليمين الذي تمثله مارين لوبان في الاقتراع. وهاجمت مارين في المؤتمر السنوي لحزبها بمدينة ليل الشمالية، ساركوزي بقوة، وقالت إن سياساته تهدد بتحويل فرنسا إلى يونان أخرى. وتظهر الاستطلاعات أن مارين تأتي ثالثة من حيث الشعبية بعد هولاند وساركوزي، متقدمة على مرشح حزب الوسط فرانسوا بايرو، لكنها فقدت بعض النقاط في الأسابيع الأخيرة، كما أنها تواجه صعوبة في جمع توقيعات العُمَد ال 500، التي يلزم القانون الانتخابي أي مرشح محتمل بالحصول عليها. في السياق ذاته، استطاعت مارين منذ أن ترأست الجبهة الوطنية خلفا لوالدها جون ماري لوبان قبل 13 شهرا، توسيع قاعدة الحزب لتشمل أيضا الشباب، إلى جانب أنصاره التقليديين من كبار السن والمزارعين والعمال اليدويين. ووصفت مارين نفسها بأنها خير بديل للحزبين التقليديين الكبيرين في فرنسا، وسخرت من إعلان ساركوزي أنه سيعتمد الاستفتاءات الشعبية في تطبيق بعض السياسات، وهو مقترح قدمته الجبهة الوطنية قبل ربع قرن. من ناحية أخرى، خاطبت مارين ساركوزي بقولها “رئيسُ الأغنياء، الرئيسُ الصغير للشركات الكبرى..، واليوم رئيسُ الترويكا، أي هيئةٌ تضم البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد والمفوضية الأوروبية تفاوض اليونان على خطة للإنقاذ المالي، يريد أن يصبح رئيس الشعب عبر الاستفتاءات الشعبية التي طالما رفضها وحَقرَها”، على حد تعبيرها.