«مير» بلدية مجبرفي لقاء مع «البلاد»: حاربونا لأننا نفذنا وعودنا الانتخابية ورفعنا الغبن عن المواطنين سبعة أشهر تاريخ آخر زيارة لنا لبلدية مجبر الواقعة على بعد حوالي 55 كلم عن جنوبي الولاية والتابعة إداريا لدائرة سغوان، كانت الزيارة الأخيرة رفقة وفد ترأسه المسؤول الأول عن الولاية، حيث وقف على معاناة أزيد من 5 آلاف نسمة عانوا من شح المشاريع وتجاهل المسؤولين ومن بقاء مجلس جثم على قلوبهم لأزيد من عشريتين دون لن يأتي بجديد يرفع الغبن عن السكان ويعيد لهم معالم الحياة الكريمة.. 23 سنة لا تزال راسخة في عقول سكان مجبر ويصفونها بسنوات المعاناة. فلا طرق شقت ولا حياة بعثت ولا ماء أوصلت شبكاته بمنازلهم الطوبية. كان تغيير «المير» أولى تحديات السكان وفعلوها بانتخاب «مير» أرنداوي شاب استطاع في ظرف وجيز أن يفي بوعود انتخابية في سابقة لم يشهدها السكان الذين اعتادوا على خطابات مناسباتية في سياسة شحذ الأصوات مقتطعا بذلك تأشيرة الأمل لأزيد من نصف مليون نسمة. البلاد التقت بمحمد سيسي، رئيس بلدية مجبر وكان لنا معه هذا الحوار: البلاد: طرق مهترئة، بلدية غارقة في الأوحال، مشهد تراجيدي تصوره حمير محملة ببراميل المياه متجهة صوب منابع الماء وعلى ظهرها تلاميذ بمحافظ، أضحت مسؤوليتهم الوحيدة جلب الماء قبل فتح الكراسة.. وديان للمياه القذرة في غياب قنوات الصرف الصحي، ملف ثقيل ورثته البلدية، كيف تعاملت معه؟ رئيس بلدية مجبر: لقد عانت البلدية من التهميش والحرمان على جميع الأصعدة اجتماعيا وثقافيا ورياضيا وتنمويا. عاشته البلدية طيلة 23 عاما، حيث بقيت مجبر تعاني في صمت محرومة من أبسط الحقوق والعيش الكريم على غرار الماء الشروب وقنوات صرف المياه، رغم أنه يرجع تأسيسها إلى فترة الثمانينات إلا أنها بقيت أشبه بقرية فلاحية، يحدث هذا في الوقت الذي تقع فيه هذه الأخيرة على الطريق الوطني رقم 01 في ظل وجود مسؤولين كان آخر همهم النظر لمشاكل المواطنين التي تراكمت على مر العقود وليس أدل على ذلك من الجحيم الذي عانته بعض الأحياء والتي أقحمت في سياسة سوء التسيير واللامبالاة التي رهنت مصير التنمية في البلدية. إذن، بقي جحيم المعاناة يعصف بالأهالي، هل لنا أن نعرف الملفات الموروثة من المجالس السابقة؟ أهم ما واجهنا حرمان العديد من العائلات داخل المحيط العمراني من الكهرباء، إلى جانب أزمة مياه خانقة مع انعدام شبكة المياه في كثير من الأحياء. علما أننا وجدنا شبكات بصورة فوضوية مصنوعة من مادة الأميونت، فضلا عن انعدام قنوات الصرف الصحي في عدة أحياء مما أجبر السكان على استعمال الحفر كبديل، في ظل تدهور الشبكة الموجودة وانسدادها في أحياء كثيرة، مما جعل السكان مهددين بانتشار الأوبئة والأمراض المتنقلة، وما أرق السكان عدم تهيئة الطرقات ماجعل المنطقة أشبه بالريف. الحديث عن بلدية مجبر يقودنا لزاما إلى الحديث عن أحد الأحياء العتيقة الأكثر تداولا إعلاميا وهو حي الزاوية، ألا تعتقدون أنه الأكثر تعقيدا، لا سيما وأن درجة المعاناة وصلت إلى أقصاها؟ هو ملف ثقيل توارثناه عن المجلس السابق والذي اعتبرناه أحد النقاط الأساسية أردناها ألا تبقى مجرد وعود انتخابية، حي الزاوية الذي يبعد قرابة 200 متر عن مقر البلدية والذي يقطنه أزيد من ألف نسمة منهم عائلات قدمت إليه من موقورنو هربا من جحيم الارهاب.. بدأت الحياة تدب فيه من جديد، الحي المذكور كان محل معاينة من والي الولاية الحالي الذي وقف على جحيم معاناة مواطنيه داخل بيوت طوبية لبشر يتعايشون هم وحيواناتهم ويتقاسمون معهم جدرانا واحدة، تحول الحي من محظور التجوال ليلا وشتاء، حيث يغرق في الأوحال إلى جانب انعدام الماء الشروب مما يضطر بالسكان إلى قطع مسافات بحثا عن منبع ماء، إلى حي يستفيد من مشاريع تنموية انتشلته من دائرة المعاناة، حيث استفاد عام 2010 من حصة 663 مليون سنتيم لتهيئة الطرق فيما تم تخصيص عام 2011 حوالي 750 مليون سنتيم لإتمام عملية التهيئة التي مكنت من إصلاح 05 كلم من الطريق مساهمة في ذلك في فك العزلة عن السكان، حيث تم شق طرقات بين المنازل وتعبيدها وأضحى الوصول إلى آخر نقطة في الحي أمرا ليس بالمستحيل بعد أن كان كذلك إلى وقت قريب. أما عن التزويد بالمياه، فقد تم ربط جل المنازل بشبكة الماء وقنوات الصرف الصحي. ولعل المعاناة نفسها كانت بفرقة اولاد حمزة وذراع الرمل، حيث حرموا من أبسط الحقوق طيلة 23 سنة على غرار الطريق والماء والكهرباء. بينما عانى سكان التهيئة الاجتماعية من حرمانهم من التهيئة وعدد عائلاته يفوق 200 عائلة، حيث ومباشرة بعد ترؤسنا للبلدية قمنا بإنجاز دراسة معمقة وتشخيص كل النقائص التي يعاني منها السكان وترتيبها حسب الأولويات، حيث تمكنا من إيصال الماء من سد حلاون ليصبح الاستهلاك الفردي 150 لترا للفرد عوضا عن 16 لترا للفرد، إلى جانب مد شبكة الكهرباء ل33 سكنا بحي منقار الحناشي و40 سكنا بالمجمع الريفي وكذا بحي الإخوة نسيسة وتعميم شبكة الصرف الصحي، حيث وصلت نسبة التغطية إلى 80 بالمئة وتجديد شبكة المياه الشروب بنسبة 90 بالمئة، فضلا عن شق الطرق وإنجاز متاريس لوقف انجراف التربة. وماذا عن المشاريع المستبقلية؟ في إطار دفع العجلة التنموية بالبلدية تم برمجة إنجاز تهيئة حضرية وسط المدينة، إلى جانب تدعيم حظيرة البلدية في مجال السكن ب250 سكنا اجتماعيا إيجاريا وبرنامج ما يعرف بالقضاء على السكن الهش، إضافة إلى 190 سكنا ريفيا تم توزيعها وبرمجة تهيئة التجزئة 235 في إطار المخطط البلدي للتنمية 2012. وتم تجسيد كل الوعود على أرض الواقع رغم العراقيل والعقبات التي واجهت المجلس في جميع الميادين رغبة في إفشال البرامج التنموية. في الأخير نوجه سؤالا لمن يتكلم اليوم عن التنمية بالبلدية، أين كان هذا الاهتمام طيلة ربع قرن من الزمن والذي بني على التحيز وخدمة المصالح الخاصة على حساب إطالة وتمديد مأساة سكان بلدية مجبر الطيبين؟ والتاريخ يسجل من أخلص في أداء مهامه ومن عاث فيها فسادا. قصر البخاري ندرة شهادات الميلاد تعطل مصالح المواطنين عبر سكان بلدية قصر البخاري الواقعة على بعد 63 كلم جنوبالمدية، ذات التعداد السكاني الذي تجاوز 70 ألف نسمة، عن استيائهم الشديد جراء الندرة الفادحة المسجلة على صعيد وثائق الحالة المدنية والتي حالت دون إيداع ملفات الترشح لمسابقات التوظيف المفتوحة خلال هذه الفترة، ما جعل البلدية تتحول إلى مسرح للاحتجاجات بعد تلك الطوابير التي شهدتها شبابيك الحالة المدنية. ويعاني السكان من صعوبة كبيرة في استخراج شهادة الميلاد رقم 12 والشهادة العائلية وبطاقة السكن وغيرها من الوثائق الإدارية الهامة في الحياة الاجتماعية للمواطن، ما أثار استياء المواطنين الذين عطلت مصالحهم وباتوا يبحثون عن هذه الثائق بالبلديات المجاورة كالمفاتحة وبوغار وسبت غزيز.. وفي ذات السياق أضافت مصادر ل«البلاد» أن رحلة البحث عن الاستمارات الإدارية بدأت ملامحها الأولى لأزيد من أسبوع. فيما حالف الحظ بعضهم الآخر بالعثور عليها وبطرق تبدو في رأينا غير قانونية. وعن أسباب نقصها أرجعها بعض الموظفين إلى تقاعس المنتخبين في توفير الوثائق اللازمة وانشغالاهم خلال هذه الأيام بترتيب أجواء الاستحقاقات القادمة والركض وراء القوائم الانتخابية وترك المواطن يتخبط وسط مشاكله اليومية، لدرجة اضطرار بعض المواطنين المضربين إلى تكوين ملفاتهم، يلجأون إلى طريقة توصية البائعين أو بعض الموظفين بتوفير بعض الوثائق، ويبقى حال سكان قصر البخاري رهينة لا مبالاة القائمين على توفير مثل هذه الاستمارات الإدارية إلى إشعار آخر. سكنات القطب الحضري بالمدية: بين انجراف التربة وتلاعب المرّقين أبدى المستفيدون من حصص السكنات الواقعة بالقطب الحضري بعاصمة الولاية، قلقهم من التنامي الكبير للمشاريع بقلب أرضية القطب التي انتشرت كالفطريات وبطريقة فوضوية غير مدروسة، الأمر الذي جعل سكناتهم أشبه بالزنزانات دون مساحات خضراء أو فضاءات للعب من الممكن برمجتها لإضفاء طابع المدينة على الأحياء السكنية، فضلا عن شبح انجراف التربة التي لم تردعها المتاريس وجدران الدعم والإسناد. يأتي هذا في ظل تنامي مشكل نقص الجيوب العقارية بعاصمة الولاية وهو الأمر الذي دفع إلى استغلال شامل للعقارات حتى وإن كان الأمر يقضي على الواجهة الجمالية للقطب الحضري. ودعا المستفيدون إلى ضرورة وضع حد للفوضى السائدة عبر الخضوع للمقاييس العلمية المعروفة والمعمول بها في إنجاز الوحدات السكنية، وأرجعوا تأخر تسليم سكناتهم إلى انتشار ورشات موازية للإنجاز، مما عرقل سير الأعمال. .. عيش تشوف.. عيش تشوف ^ الملاحظ في ولاية المدية غياب المفرغات المحافظة على البيئة والرمي العشوائي للفضلات الذي اضحى يهدد بكارثة إيكولوجية، حيث تدهورت حالة المحيط بشكل ملفت الأمر الذي ساهم إلى حد كبير في انتشار الأمراض المزمنة على غرار الربو والحساسية. ومازاد الأمر تفاقما هو غياب الرقابة التي من شأنها تتبع طريقة حرق الخواص لموادهم الصيدلانية، فضلا عن رمي النفايات بالوديان والمنابع المائية على غرار سد العذرات بالعمارية الذي تصب فيه قنوات الصرف الصحي. يحدث هذا في الوقت الذي يتغنى فيه الكل باليوم العالمي للبيئة في حين تنتهك حرمة هذه الأخيرة دون أدنى التفاتة مسؤولة. ^ بالرغم من الشعارات التي ترفعها الجزائرية للمياه، خصوصا في اليوم العالمي للمياه والتي تتبجح من خلاله بخدمتها للزبون، إلا أن الواقع يكشف عكس ذلك، فلا تزال أحياء كل من الداميات، سيدي بويحي وعبوشة دون ماء منذ ما يقارب 20 يوما. ورغم الشكاوى العديدة والمتكررة لسكان الأحياء المذكورة، إلا أنهم كانوا يتلقون ردا مفاده عطب على مستوى الأنابيب، الأمر الذي استغرب له السكان وكأن العطب أمر يدخل ضمن القدر لا نشكو منه ولا نطلب علاجه.. لله في خلقه شؤون.