خصصت قناة “فرانس 24” الناطقة بالعربية سهرة أول أمس، برنامجا طويلا امتد لساعتين، ناقش مسار اتفاقيات “إيفيان”، وذلك بمناسبة ذكرى “عيد النصر” أو وقف إطلاق النار المصادفة للتاسع عشر مارس. وقال مذيع برنامج “باريس مباشر” إنه لا توجد احتفالات بذكرى اتفاقيات “إيفيان” في كل من الجزائر وفرنسا على حد سواء، وكأن لا أحد من البلدين يريد التحدث عنها، رغم الجدل الذي تثيره. ورأى الروائي واسيني الأعرج في مداخلته أنه في كل الاتفاقيات العالمية هناك دوما بنود وصفها ب”السرية” لا يعلن عنها، لكنها تظهر لاحقا بشكل قد يصحح بعض الأمور ويكشف أخرى. وأوضح المتحدث أن المؤرخين عادة ما يشتغلون على مادة وهي الأرشيف، وبالنسبة للثورة الجزائرية لا يزال جزء كبير من هذه المحفوظات في الخزائن الفرنسية وهو ما يعيق عملية التأريخ للثورة، مضيفا “هناك تخوف من كشف مضمون الأرشيف من الطرفين.. فقد يشكل الأمر حرجا للفرنسيين وحتى لبعض الجزائريين.. لكن هذا الأمر لن يدوم طويلا”. وأكد واسيني أن المشكل يكمن في أن هذا الأرشيف مربوط من الطرفين، وهناك أشياء، إن كشف مضمونه، قد تغير الصورة التي لدينا اليوم، مضيفا “لم نجد شخصية تاريخية باستثناء رضا مالك تحدثت عن اتفاقيات إيفيان ببعد نقدي.. وكثيرون يموتون وهم يحملون خزانا من المعلومات قد تصحح الكثير من القضايا التاريخية”. وعاد الروائي رفقة باقي ضيوف البرنامج، ومن بينهم المجاهد ياسف سعدي، إلى قضية تدريس التاريخ والاعتراف بجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وقال إن “الأمريكيين قاموا بحالة نقدية وأظهروا الذنب الذي ارتكبوه بحق الفيتناميين وهذا يدل على شجاعة كبيرة عكس الفرنسيين الذين لم يقروا إلى غاية سنة 1999 بأن حربا كانت في الجزائر ولا يذكرون هذا في المناهج التعليمية”. من ناحية أخرى، رأى صاحب “كتاب الأمير” أنه حتى في الجزائر لا يتم تدريس تاريخ الثورة بالشكل المناسب وقال “عمر الجزائر ليس 7 سنوات وحين تحصر التاريخ في سبع سنوات فأنت تعيد إنتاج الأطروحة الاستعمارية التي لا تعترف بتاريخك.. وعليك أن تعرف أن هذا التاريخ يتجاوز سبع سنوات”، على حد تعبيره.