علق عدد من وزراء الخارجية الأفارقة، الذين توجهوا إلى باماكو لحضور اجتماع حول أمن الساحل في فندق، إثر الانقلاب، بعد اجتماع للاتحاد الإفريقي شاركوا فيه في العاصمة المالية. وفرض الإنقلابيون في مالي حظر التجول، كما سمع إطلاق نار متقطع في عدد من أحياء في العاصمة باماكو، وسمع تبادل كثيف لإطلاق النار بين الحرس الرئاسي ومتمردين طيلة ساعات عدة. وأعلن أحد العسكريين الانقلابين أنهم أغلقوا «كل الحدود حتى إشعار آخر»، وذكر مصدر ملاحي مالي أن مطار باماكو أغلق وألغيت الرحلات الجوية «حتى إشعار آخر». وفي الأثناء، أعربت الجزائر عن قلقها الشديد من الوضع في مالي وأدانت بشدة اللجوء إلى القوة مؤكدة أنها «ترفض التغييرات المنافية للدستور». أما المغرب فرفض الاستيلاء على السلطة بالقوة وتمسكه بالدستور بعد الانقلاب العسكري حسب بيان لوزارة الخارجية المغربية. وأعلنت فرنسا تعليق تعاونها السياسي والاقتصادي والعسكري، لكن السفارة الفرنسية في باماكو ستواصل نشاطها على الرغم من تجميد المبادلات السياسية. وطالبت الولاياتالمتحدة بالعودة الفورية للنظام الدستوري في البلاد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان إن واشنطن «متضامنة مع الماليين والحكومة المنتخبة شرعيا للرئيس أمادو توماني توريه». أما المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فكتوريا نولاند، فنفت اتخاذ قرار بتعليق المساعدات الأمريكية لمالي لكن مسؤولين أشاروا إلى أن هناك توجها لتعليق المساعدات البالغة 137 مليون دولار في إطار ما يسمى برنامج مكافحة الإرهاب. كما دعا مجلس الأمن الدولي إلى العودة الفورية للنظام الدستوري والحكومة المنتخبة ديمقراطيا في مالي. وقرر كل من البنك الدولي وصندوق التنمية الإفريقي تعليق تمويل دولة مالي، بينما أدانت دول، ومنظمات عدة، الانقلاب في هذا البلد الواقع بمنطقة الساحل، والذي يشهد حركة تمرد للطوارق في الشمال، بينما كان يفترض أن تنظم انتخابات رئاسية فيه في أفريل المقبل. من ناحية أخرى، زحف متمردو الطوارق في شمالي مالي صوب الجنوب لاحتلال المواقع التي جلت عنها القوات الحكومية في الوقت الذي قتل فيه ثلاثة أشخاص على الأقل برصاص طائش خلال الانقلاب العسكري، وسط سيل من الإدانات والضغوط الدولية على الانقلابين لإعادة الشرعية إلى البلاد، إلا أن الانقلابين أعلنوا حظر التجول وقرروا إغلاق الحدود. وقالت مصادر إن المتمردين يقتربون من البلدات الواقعة في الشمال الصحراوي مستغلين فيما يبدو الفوضى التي خلفتها المحاولة الانقلابية في العاصمة باماكو من ضباط صغار غاضبين من أسلوب الحكومة في مواجهة تمرد الطوارق. وقال ضابط في بلدة كيدال الشمالية، وفق تقرير لقناة «الجزيرة»، إن المتمردين احتلوا الثكنة العسكرية في أنيفيس، جنوب غرب، بعد انسحاب القوات الحكومية، فيما أوضح مصدر في تيمبكتو، وهي بلدة رئيسية أخرى في الشمال، أن الجيش انسحب إلى «غاو» ولم تعد هناك أي قيادة عسكرية، مضيفا أن المتمردين يسيطرون على البلدات في الشمال. ومن جهتها، أعلنت منظمة العفو الدولية أن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا برصاص طائش أطلقه جنود في باماكو كما جرح 28 شخصا تعرضوا لسوء المعاملة.