عن دار القصبة في الجزائر وبرعاية احتفالية الجزائر عاصمة للثقافة العربية، صدر للشاعر الجزائري محمد عاطف بريكي ئكتاب شعري ئبعنوان ''عاطفة التراب'' استجمع فيه الشاعر قصائد شعرية كان قد كتبها ونشر أغلبها في الفترة مابين بداية التسعينيات إلى غاية سنة 2008. وقدم للكتاب الشاعر نفسه حيث كتب في رسالة أرسلها إلى الشاعر سمير قسيمي سنة 1998مايلي: ''تلك الكلمات التي كتبتها تضحي عند ولادتها بشيء مقدس ومرغوب فيه، لأنها تحملني بعيدا عن روحي المعادة وإجافة في أصلها الكوني الآتي من تراب العدم، هذا الجسد المشدود إلى التراب بدافع تكويني غائر ومخيف.. أما في جيولوجيتي الشعرية، يتشكل الجسد والروح وينصهران معا في أتون العشق الأزلي فيملئني الصخب المقدس والكلمات تحلق بي في غنائية شاسعة، فأجدني أتطهر بصابونة العشق رويدا، رويدا بينما أرتفع إلى السموات العلى''.. نصوص تؤكد شعور القارئ بذاته، تعيده إلى هذه الذات ولا تقذفه خارجها. ورغم أن محمد عاطف بريكي يكتب الشعر منذ التسعينيات، إلا أنه تأخر كثيرا في طباعة مجموعته الأولى ''عاطفة التراب'' وقد تكون نصوص محمد عاطف جزءا من السياق الشعري الرائج وإن اتجه إلى ''الرؤيوية'' والغموض نوعا ما عبر ألعاب لغوية وخلائط بلاغية متنافرة إلى انصياعه إلى خزّان لغوي متدفق سمته ابتكار الدهشة والمراوغة والركض في حقول اللغة تذكرنا بنصوص الشاعر المنتحر عبد الله بوخالفة وفاروق سميرة بشكل ملفت للانتباه.. - من أجواء النصوص: ''من أنا دون وجهك؟/ لا شيء/. لا شيء في هذا الشتاء/ يعيد للكحل عيناك/ وللريح العالقة في أفواه الشجر وجهك/ وهذا الشتاء/ عيناك/ والكحل''.