شهد المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي سهرة أول أمس توزيع الجوائز على الفائزين الشباب بجائزة على معاشي للإبداع، وكان من بينهم الشاعر محمد الأمين سعيدي الذي توج بالجائزة التشجيعية في الشعر، وعقب التكريم اقتربت ''الحوار'' من سعيدي وأجرت معه هذا الحوار . فزت بجائزة على معاشي للشعر، ماذا يمثل لك الفوز، ولاسيما أن الجائزة يرعاها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة؟ أعتقد أنها خطوة من الخطوات التي يجب أن يخطوها أي شاعر أو كاتب، خصوصا أن هذه المسابقة كانت برعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لكني أعتقد أن الإبداع والشعر أو الكتابة والفن هو في الحقيقة فوق المسابقات وإن كانت هذه المسابقات تعتبر تثمينية للعمل الإبداعي، فهي مرحلة موالية له لأن الإبداع هو الأصل، لذلك أعتقد انه من الجميل أن يتوج النص الإبداعي بفوز في مسابقات ثقافية مثل هذه . هل تعتبر هذا الفوز بداية لدخولك عالم الإبداع ؟ ليس غرورا ولكني أعتقد أنني ولجت عالم الإبداع منذ أن حملت القلم وكتبت عن عاطفتي، بطريقة مغايرة عما يعبر عنه الآخرون، فعبرت عما بداخلي بشيء منظوم وموزون يقوم على الخيال والرمز.. أما الإبداع فهو درجات، لذلك أقول إنني في الخطوة الأولى وإني أسعى لأن أترك بصمة في الشعر الجزائري. حدثنا عن النص الفائز بالمسابقة؟ شاركت بديواني ''يا أنا يا أنت'' الصادر عن دار الأديب والنشر بوهران سنة ,2008 ويتكون من مجموعة كبيرة من القصائد أكثرها عمودية أي موزونة بالعروض التقليدية، أما باقي القصائد فتنتمي إلى شعر التفعيلة. وسعيت من خلال هذا الديوان تحقيق عدة أشياء من بينها أن أكتب نصا عموديا موزونا ويحمل سمات حداثية يتمرد على التكرار والجمود والركود الذي ألفناه في الشعر التقليدي الكلاسيكي .هذا من أهم الأشياء التي أراهن عليها في الديوان. بعد الديوان الفائز بالمسابقة، هل ثمة مشروع شعري جديد؟ أنا بصد التحضير لديوان شعري يحمل عنوان ''حينما يستفيق الولع''، وهو الأول من حيث اهتماماتي الحالية، مواضيعه كلها مرتبطة بالشوق والمحبة وكل ما له علاقة بالوجدان والعاطفة الإنسانية. وأحاول في هذا الديوان أن أطرح نفسية الشاعر في أكثر من حالة، وقصائده عبارة عن مزج بين قصائد التفعيلة والعمودي، كما ضمنته قصيدة الومضة التي لا تتجاوز في طولها صفحة واحدة من الكتاب ولي أيضا مجموعات شعرية أخرى أعمل على تنظيمها في ديوانين مستقلين عن الأول لكل واحد منهما عنوانه الخاص لم اختره بعد. وكل ما أطمح إليه الآن هو أن أسخر وقتي للكتابة الإبداعية، بالتمكن والموهبة أولا وبالثقافة والمغايرة في الطرح ثانيا. بصفتك شاعرا شابا كيف ترى المشهد الشعري الراهن في الجزائر؟ صعب أن أقيم المشهد الشعري في الجزائر، ولكنني سأقدم رأيي الخاص. فانا أعتقد أن الشعر في الجزائر وتحديدا في فترة ما بعد الاستقلال فيما يتعلق بالحداثة مررنا بعدة مراحل ونحن الآن في مرحلة التجريب الشعري . ففي فترة الثمانينيات والتسعينيات كتبت قصائد في الشعر الجزائري رائعة للغاية أذكر منها بعض الأسماء: مصطفى دحية عثمان لوصيف وغيرهم. والآن الشعراء الجزائريون يسعون للتغيير وطرح الجديد واكتشاف المغامرة في الكتابة مع الاختلاف في التعبير.