قال الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني وفي أول رد فعل رسمي من الحكومة الجزائرية بخصوص قضية دفن محمد مراح، “سبق لي أن شجبت التغطية الإعلامية المفرطة التي أحاطت قضية نقل جثمان محمد مراح”، وأضاف بلاني في الإطار نفسه “الوقت الحالي ليس للإثارة ولا للجدل، من أجل احترام حداد العائلة”. وأثارت الأصول الجزائرية لمحمد مراح الفرنسي المنشأ الكثير من الجدل، خاصة في ظل التركيز عليها بشكل مغرض من قبل الساسة والاعلاميين الفرنسيين، الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من الجزائريين، الذين أكدوا على أن مراح فرنسي المولد والجنسية والتربية والثقافة، وإن ما قام به مراح شأن فرنسي ونتاج سياسة فرنسية. ورأت الصحف الأمريكية أمس أن قضية محمد مراح تضع “الأمن” في الصف الأول في الحملة الرئاسية الفرنسية في تغيير يمكن أن يخدم مصلحة المرشح نيكولا ساركوزي. وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في تحليل في صفحاتها الداخلية أرفقته بصورة للرئيس الفرنسي وهو يبتسم أن “أزمة تولوز تغير طابع الحملة لمصلحة ساركوزي”. وأضافت أن نيكولا ساركوزي “نجح في لعب دور رئيس يجمع ويحمي بدلا من مرشح يقسم”، مشيرة إلى أن الأيام الأخيرة كانت “صعبة” على المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند”، وتابعت أن “القدرة على الرد على الأوضاع المتأزمة تعد من مؤهلات ساركوزي وحوادث الأيام الأخيرة في تولوز سمحت له بتذكير الفرنسيين بما يقدرونه لديه بدلا مما لا يحبونه”.