ارتفعت أسعار الأسماك بأسواق بومرداس بأشكال قياسية، حيث استحال معها على ذوي الدخل الضعيف اقتناء هذه المادة التي أضحت تضاهي أسعار اللحوم البيضاء، ومنعت عن المواطنين حقهم في ضمان ما تتوفر عليه الأسماك من أهمية غذائية لطالما استعانت بها العائلات لمواجهة الغلاء والنقص في المواد الغنية الأخرى. ووصلت أسعار السمك بمختلف أسواق ولاية بومرداس خلال الفترة الأخيرة، إلى مستويات قياسية تراوحت بين 270 دج و300 دج للكيلوغرام الواحد، وذلك منذ فترة، جعلت هذه المادة بعيدة عن متناول من اعتادوا استهلاكها لما أضحت عليه من غلاء فاحش والتهاب، في وقت تشهد بعض الأنواع من الأسماك ندرة حادة عبر مختلف المسمكات والأسواق مما جعل أسعارها ترتفع بشكل مذهل كما هو الحال بالنسبة لسمك «الروجي»، الأمر الذي أثار تساؤل المواطنين عن سر هذا الارتفاع في الأسعار إلى درجة أن صار السمك العادي يضاهي سائر اللحوم البيضاء، مطالبين الجهات المسؤولة بالحد من موجة الغلاء الذي تشهدها الثروة السمكية. وشهدت الأسماك ارتفاعا جنونيا في وقت تعزز فيه القطاع باستثمارات كبيرة ودخول متعاملين اقتصاديين الميدان، فضلا عن برامج الدعم الموجه للشباب الراغب في الاستثمار في ميدان الصيد البحري. وذكر عدد من الصيادين أن المضاربة وراء هذا الارتفاع الجنوني، فضلا عن خلفيات أخرى مردها التقلبات الجوية التي حالت دون تمكينهم من المغامرة ودخول البحر. وحذر المواطنون من غياب الرقابة عن التجاوزات التي يقوم بها عدد من التجار، مشيرين إلى أنهم يبيعون حسب مزاجهم دون مراعاة المستهلك الذي يعتبر السمك من أهم الوجبات الغذائية، لما يتمتع به من مكونات غذائية مهمة، لهذا يجب وضع رقابة على أسعارها حتى لا يتم استغلال المواطنين من طرف التجار الذين يسعون دائما إلى تحقيق الأرباح، ولو على حساب المستهلك الذي يجبر على شراء الأسماك المجمدة بمختلف أنواعها.