ساعات تفصلنا على إسدال الستار على الحملة الانتخابية التي تكاد أن تنتهي كما بدأت، حملة انتخابية بلا تفاعلات ولا تجاوب، حملة فشلت فيها جيوش من الأحزاب والجبهات والحركات في استقطاب المواطنين نحو القاعات المكيّفة لسماع خطاب التشريعيات. سمعنا منذ أيام رئيس حزب وطني يتحدث فقط عن حب الوطن، وسمعنا آخر يحذر الأحزاب التي تنافس تشكيلته السياسية، كما سمعنا ثالثا يحذر ويرهّب الناس ومن حملة خضراء ستأتي على الأخضر واليابس، أما كرنفالات أخرى فيشهد الله أنها حملة مقاطعة وليست دعوة للتصويت. ويبدو أن وزارة الداخلية مجبرة على التدخل لعلها تنقذ أو تصلح ما أفسدته غالبية الأحزاب السياسية خلال الحملة الانتخابية التي لم نسمع فيها تبارزا بالبرامج والأفكار، وكل ما حاول أن يقدمه البعض في عزف منفرد كان شبيها بالبرامج التي يقدّمها مترشحو الرئاسيات، فهل يعقل ألا يفرق المترشح للبرلمان بين برنامج رئاسي وآخر للمجلس الشعبي الوطني؟ والأكيد أن المظهر الذي بدت به الحملة الانتخابية سينعكس على تجاوب المواطنين مع هذه العملية برمتها، وعندما يفشل قادة الأحزاب السياسية في جمع عشرة مواطنين من حولهم في تلك الحملة وينجح مترشحون بسطاء في ذلك فهذا دليل على أن الساحة السياسية بحاجة إلى إعادة قراءة جديدة وترتيب جديد بعد التشريعيات لأن دوام الحال من المحال وأن هذه الفوضى الخلاقة أبدعت لنا في تنفير الناس من التصويت.