أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في سوريا أمس، النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد، لافتاً إلى أن نسبة المشاركة فيها بلغت 51.26 بالمائة. وقال في مؤتمر صحافي عقده في دمشق إن ثلاث دوائر انتخابية، هي محافظة الحسكة ودمشق وريف دمشق، تم إعادة الانتخابات في بعض مراكزها بسبب مخالفاتها لقانون الانتخابات. وتعد الانتخابات النيابية التي جرت في السابع ماي الجاري، الأولى التي تجري بعد صدور قانون يسمح بالتعددية الحزبية في البلاد والذي جاء ضمن سلسلة الإصلاحات التي أعلنتها السلطات السورية منذ بدء الثورة منتصف مارس 2011. وفي الأثناء، أعاد المجلس الوطني السوري المعارض انتخاب برهان غليون رئيسا له. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر لم تذكر اسمه ومنصبه، قوله إن إن غليون انتخب أمس، بأكثرية 21 صوتا مقابل 11 صوتا للمرشح المنافس جورج صبرا في أول انتخابات تجرى بالاقتراع السري في المجلس وتستمر هذه الولاية ثلاثة أشهر. وقال مصدر آخر إن غليون كان الأوفر حظا بسبب توجه لدى الكثير من أعضاء الأمانة العامة لاختيار شخص غير حزبي لرئاسة المجلس. واختير غليون رئيسا للمجلس الوطني لدى تأسيسه في أكتوبرالماضي، وجرى التمديد له من قبل المكتب التنفيذي في فيفري السابق. وهي المرة الأولى التي ينتخب أعضاء الأمانة العامة رئيس المجلس وليس المكتب التنفيذي. وشددت المصادر على أن أعضاء الأمانة العامة كلفوا غليون «بتنفيذ خطة إصلاح للمجلس خلال الأشهر الثلاثة التي تمتد فيها ولايته». وغليون أستاذ في علم الاجتماع في جامعة السوربون في فرنسا، حيث يقيم منذ نحو ثلاثين عاما. وهو معروف باتجاهاته اليسارية القومية العربية. وقد اختير رئيسا للمجلس على أساس قدرته على الجمع بين أطياف المعارضة المتنوعة من إسلامية وليبرالية وقومية ومستقلة، إلا أنه تعرض لانتقادات لعدم اتصاله بالمعارضة داخل سوريا وفشله في توحيد المجلس الوطني السوري. ويأتي ذلك في وقت دعا فيه رئيس البرلمان العربي علي سالم الدقباسي أطياف المعارضة السورية إلى توحيد مواقفها والارتفاع فوق الخلافات الجانبية التي لن يستفيد منها سوى النظام بالعمل على شق وحدة صفوفها والاستمرار في أعمال القتل المتزايد لأبناء الشعب السوري الذي «يستبسل في الدفاع عن حريته وكرامته والتي سينالها مهما طال الزمن». من ناحية أخرى، اتهمت روسيا كوسوفو بالسعي لتكون مكانا لتدريب هذه المعارضة، حيث أعلن سفير روسيا لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده لديها معلومات تفيد بأن إقليم كوسوفو يسعى كي يكون مكانا لتدريب المعارضة السورية. وخلال نقاش في مجلس الأمن حول كوسوفو، تحدث تشوركين عن «معلومات صحافية مقلقة تفيد بأن السلطات في إقليم كوسوفو تقيم علاقات مع مسؤولين في المعارضة السورية من أجل تدريب متمردين سوريين على أرضه. وقال إن مثل هذه المبادرة «تتعارض مع جهود» وسيط الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان ومن شأنها ان «تحول كوسوفو إلى مركز دولي للتدريب لمتمردين ومجموعات مسلحة مختلفة الأمر الذي سيكون عامل زعزعة خطير يتخطى منطقة البلقان».