أبدى مصطفى بلمهدي، رئيس حركة الدعوة والتغيير، استعدادا ضمنيا للعودة إلى أحضان الحركة، إذا ما حسم الإخوان المسلمون لصالح الشرعية ممثلة في حركة مجتمع السلم بالقول ''نحن ندور مع الحق حيثما دار، ونحن أمناء على ميراث الشيخ نحناح ولا يمكن أن نتلاعب به أبدا سواء في المنشط أو في المكره''. كما أبدى بلمهدي تمسكا بصفة الانتماء إلى الإخوان وأبدى أسفه على رفع الغطاء عن الطرفين معتبرا أن ذلك ''نقيصة ومثلبة''، واعتبر المتحدث أن ''باب الصلح قد فتحه الله ولا يمكن أن يغلقه أحد''، إلا أنه استدرك موجها اتهامات مبطنة ضد المبادرين بالصلح بقوله ''ولكن الصلح لا ينبغي أن يتحول إلى مركب لأصحاب المطامع أو وسيلة لأصحاب الأغراض الدنيوية أو باب للتحايل على الجماعة''. في السياق ذاته، أنكر بلمهدي مبادرة الصلح التي قادتها بعض القيادات معتبرا ''أن الأدب يقتضي أن يسكت الصغير إذا تدخل الكبير ويسكت غير العالم عندما ينطق العلماء''، مضيفا أن ''كل من هو دون ذلك لا يصح منه الإصرار على خوض التجربة مرة ثانية لأن ذلك من استصغار مهام المرجعيات''. وواصل بلمهدي نافيا وجود أي اتصال به أو بغيره من قيادات التغيير بالقول ''أنا لم أرفض الحوار لأنني لم أدع إليه''. علما أن رئيس حمس كان قد اتصل به قبل إجراء هذا الحوار واعتذر بلمهدي لأسباب وصفها ''بالقاهرة''، كما جاء تصريح بلمهدي مخالفا لما كشفه القائمون على مبادرة الصلح منذ أيام قليلة. وغير بعيد عن محور الصلح، حسم بلمهدي في نفي عودة شؤون حمس إلى نصابها الطبيعي مع ممثلي الشرعية في الحركة، بتأكيده على ''الصلح مع الله ومع المنهج''، في قوله ردا على سؤال يتمحور حول التفاؤل بالمستقبل ''أحلام اليوم حقائق الغد والمصالحة مع الله قائمة والمصالحة مع المنهج أعدنا التأسيس لها''. ليخلص بلمهدي في موضوع الصلح والإصلاح إلى تقديم عموميات تؤكد في مجملها منطق تمسكه بالتهم السابقة، قائلا ''المسألة ليست في استقالة فلان أو تنصيب علان وإنما هي في الالتزام والطاعة والفهم والتجرد والوفاء وأن نقول للمحسن أحسنت وللمخطئ أخطأت''، متابعا توزيع تهمه المجانية بالقول ''إن الحركة أضحت رهينة في أيدي غرباء تسللوا إليها عبر المنابر مستغلين طيبة الإخوان''. وفي هذا الشأن قال بلمهدي ''صحيح أن الأغراب عن الحركة دخلوا مجموعات ولم يدخلوها أفرادا وبقوا في الحركة بنفس الشكل كما دخلوا من فوق المنابر، ثم استغلوا طيبة الإخوان وعزوفهم عن المناصب فالتفوا على الدعوة والحركة''.