في الوقت الذي يتمتع فيه الأطفال الرضع بحليب أمهاتهم المشبع بالدفء والحنان الذي يمد الإنسان بطاقات لا مثيل لها قد تكفيه لاستكمال مسيرة حياة بأكملها، أجبر أطفال عائلتي ب.العليا وس.سيد علي على تذوق قساوة الدنيا ومرارتها قبل أن يعرفوا حلوها، وهم يقاومون الحرارة تحت الشمس اللافحة، بعدما فارقوا مهادهم إلى الشارع ليدفعوا ثمن خطأ لم يرتكبوه. إحدى هاتين العائلتين هي عائلة أبرز أعوان الشرطة القضائية الذين استشهدوا في مهام مكافحة الإرهاب يوم 18جوان 2006في بغلية الذي سقى الجزائر بدمائه الطاهرة من أجل إعادة الكرامة والعزة للجزائر، حيث وقف في وجه الإرهاب وضحى بنفسه لإعادة الأمن والاستقرار للجزائر كي يعيش أبناؤه في هناء، وإذا بهم في العراء. بدأت معاناة العائلتين، أو بالأحرى الأطفال الرضع الذين لا ذنب لهم في خطأ أرتكبه أولياؤهم، بكراء شاليهات من منكوبي زلزال 2003لما أجبرتهم السلطات المحلية لباب الزوار على مغادرة الشاليهات بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، إذ قام عناصر الشرطة يوم 30جوان الفارط بطردهم من الشاليهات رقم 118و120 الكائنة بحي عمران رقم 40 برج الكيفان بأمر من دائرة باب الزوار، ونقل كل أثاثهم إلى محطة دار بلدية برج الكيفان على متن شاحنة بعدما أمهلوهم 3 ساعات لإخلاء المكان. وحسب أفراد العائلة فإن لجوءهم إلى كراء الشاليهات من منكوبي الزلزال كان جراء ظروف اجتماعية أشد من العيش في الشاليه خاصة أيام البرد القارس والحر الشديد. ولم يخف أفراد العائلتين جهلهم بعدم قانونية كراء ملكية الدولة من شخص إلى شخص آخر، ولكنها كانت الوسيلة الوحيدة لستر أنفسهم وعائلاتهم بعدما جربوا العديد من الطرق القانونية بزيارة وكيل الجمهورية لبلدية الحراش والمجلس الشعبي الولائي ثم إلى دائرة باب الزوار، وناشدت العائلتان اللتان لم تجدا سقفا يؤويهما السلطات العليا للبلاد من أجل التدخل لوضع حد لمعاناتهم.