توجهت عائلات المساجين الجزائريين بليبيا اليوم بمراسلة لوزير الخارجية مراد مدلسي تدعوه فيها إلى ضرورة التدخل العاجل من أجل إيجاد صيغة لتسوية قضية المساجين.وقال عبد القادر قاسيمي، المتحدث باسم عائلات السجناء الجزائريين بليبيا، إن المراسلة التي سيرفعها اليوم باسم عائلات المساجين الليبيين إلى وزير الخارجية، يطلب فبها إعادة النظر في طريقة التعاطي مع الملف الذي يكتنفه الغموض والضبابية من الجهات الرسمية. مضيفا أن ''القضية بحاجة الى أخذها مأخذ الجد والحزم، لاسيما في ظل الوضعية الصحية للمساجين التي تزداد تدهورا يوما بعد يوم مما سيؤدي إلى تسجيل وفيات جديدة نتيجة لانعدام الرعاية الصحية بالسجون الليبية''. وحمّل عبد القادر قاسيمي مسؤولية تعطيل تطبيق الاتفاقية المبرمة بين الجزائر وليبيا في تبادل السجناء لرئيس منظمة حقوق الإنسان التابعة لسيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، التي اشترطت سابقا ''أن يكون التبادل على أساس المتهمين في قضايا الإرهاب''، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الشرط غير مؤسس وغير قانوني لأنه جاء بعد إبرام الاتفاقية. من ناحية أخرى أشار عبد القادر قاسيمي إلى أنه بالرغم من تلقيه معلومات من إدارة سجن ''الجديدة'' تشير إلى أن السلطات الليبية ستشرع خلال الفترة الممتدة بين الفاتح و15 أوت المقبل في ترحيل المساجين الأجانب، إلا أن المتحدث لم يتأكد من ورود أسماء السجناء الجزائريين في تلك القائمة. وهو ما سينجر عنه سوء حالتهم وبالخصوص النفسية نتيجة للتهميش المستمر الذي يلقونه في السجون الليبية وإقصائهم غير المبرر كل مرة من عمليات الترحيل التي تستثنيهم من دون أسباب واضحة. هذا، وحمل المتحدث مجددا تدهور وضعية السجناء للطرف الليبي مؤكدا أن ''العائلات لن تلتزم الصمت، وأنهم سيخوضون من جديد نضالا للضغط على المعنيين ودفعهم إلى تطبيق اتفاقية العام الماضي''، خاصة أن القنصلية الجزائرية بليبيا لم تكلف نفسها حتى لقيام بزيارة لمواطنيها، داعيا في السياق ذاته جميع السلطات العليا، وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، التدخل من أجل التعجيل بترحيل ذويهم الذين يعيشون في الصيف ظروفا قاسية داخل تلك السجون خاصة أنهم مصابون بعدة أمراض مزمنة كالسكري، الضغط الدموي، التهاب الكبد الفيروسي، ناهيك عن إصابة البعض منهم بالسيدا، وهو ما حول حياة المساجين إلى جحيم.