^ اللهم إني صائم».. آخر أعمال فارس ينتظر أن تعرض في رمضان من منا لا يتذكر المشهد الذي جمع الفنان الراحل رشيد فارس والفنان حمزة فغولي في فيلم «الطاكسي المخفي» للمخرج بن عمر بختي وبطولة عثمان عريوات.. ومن منا لم يضحك بقوة في نفس المشهد الذي برع فارس في أدائه ساخرا من فغولي وهو يزعم القوة والبطولة في مواجهة تعذيب جنود الاحتلال في الفترة الاستعمارية ليتضح فيما بعد أنه جبان وأن ما قاله كان مجرد أكاذيب. لم يصدق أحد رحيل الفنان رشيد فارس نهاية الأسبوع عن عمر يناهز ال57 عاما.. لا من الوسط الفني وأصدقائه، ولا من معجبيه ومتابعي أعماله، خصوصا أن الراحل لم يكن يعاني المرض، بل كان في أوج عطائه الفني الذي تعود أن يكون حاضرا من خلاله في السينما والتلفزيون. وشاءت الأقدار أن تكون صلاة ظهر أول أمس، المشهد الأخير الذي يصوره جميع من رافقوه إلى مقبرة «ڤاريدي» بالعاصمة دون أن يكون شاهدا فارس على تصويره، وهو الذي عود الشاشة سواء الصغيرة أو الفضية، بابتسامته المميزة وحيويته وخفة ظله التي كانت تملأ أماكن التصوير نشاطا. وترك رحيل الفنان المفاجئ إثر سكتة قلبية، حالة من الحزن والأسى دون أن يمنح أقرباءه ومحبيه فرصة استيعاب الفاجعة التي نزلت عليهم كالصاعقة.. فخيم حزن كبير على الحي الشعبي «ليفييي» الذي شهد سنوات شغف وحب الفنان رشيد فارس للسينما، وذلك منذ طفولته إلى أن أصبح عارضا لأفلام «بروجيكسيونيست» ب«السينماتيك»، وهي المرحلة التي كانت حاسمة في تحديد تحوله إلى التمثيل إلى أن قرر المخرج حاج رحيم منحه فرصة التمثيل والظهور في فيلمه «زواج المغفلين»، وذلك عام 1982. وواصل رشيد فارس بعدها مشواره السينمائي بدون توقف رغم ظروفه الصعبة حسب شهادة من عاشوا معه. من ناحية أخرى، كانت آخر مشاركة سينمائية للفنان الراحل في فيلم «بن بولعيد» لأحمد راشدي مع حضور في أعمال تلفزيونية منها «ساعد القط»، فيما كان آخر إنتاج له هو «سيت كوم» بعنوان «اللهم إني صائم» سيعرض في رمضان. كما كانت له عدة أدوار في أعمال ومسلسلات تلفزيونية توجت بفوزه بجائزة «الفنك الذهبي» عن أحسن دور رجالي سنة 2007، وذلك عن مشاركته في مسلسل «العودة». كما ظهر أيضا في مسرحية «ليلة طلاق» إلى جانب الممثلة «صونيا».