الأزمات المتعددة التي نخرت يوميات البلاد والعباد، لم تعد تقتصر على كوارث حمل الأخت من أخيها أو أختها، كما لم تعد تعني مجاعة أمة في أرض خيراتها أصابت القطط والكلاب المستوردة بالإسهال، وإنما تعدت تداعيات انهيارنا أزمتي الشرف والجوع إلى أزمة فكر.. ممن نسميهم النخبة المثقفة التي تسرب لها الطمع فأضحت هي الداء ولا داء سواها.. تنظيم ما يسمى اتحاد الكتاب الجزائرين نموذج حي عن فكر وأدب ميت، لم يبق منه إلا ''يوسف'' لا رابط يشده بالنبي ولا بالجمال، إلا رابط أن قصة الجب أعادت نفسها، وبدلا من أن يتآمر الإخوة ضد يوسف عكست الآية وكانت غياهب الجب من نصيب اتحاد كتاب لازال ينتظر ''سيارة'' تنقذه من الغرق ومن مؤامرة وصراع مناصب، أصاب الفكر والثقافة والشعراء وحتى الغاوون في مقتل، لأن يوسف الاتحاد، فسر الرؤيا على مقاس سنابله المليئة ليستحوذ على السبع بقرات سمان وينهي بذلك زمنا عن فكر وأدب ونخبة كانت هي حصن وملاذ المجتمع في أسوء انتكاساته! ما يعيشه اتحاد الكتاب من تشتت وإقصاء لأقلام ووجوه كبيرة يعد تحصيل حاصل لأزمة عامة لم تستثن قطاعا إلا مسخته، ومن عبث السياسة إلى انهيار القيم فانتهاء بأزمة الفكر، فإن الطاعن المشترك لبطن وكيان ووجود وطن مقرصن هو صراع السمان على البقر السمان. فيا أيها السادة، لقد بقرتم ''وطنا'' ببقركم فكره وأخلاقه وقيمه وحينما يصبح ''الغاوون'' هم الكتاب واتحاده، فمن يتبع الشعراء.. ولمن يقرأ جوادي قصيدة ''سليمان''؟!