حولت العديد من المحلات التجارية إلى مكان لبيع المشوي المشكل من قطع لحم الغنم والكبد والقلب والمرڤاز واللحم المفروم، والتي تطهى على الجمر، حيث تنبعث منها روائح زكية تشتهيها النفس، وتسيل لعاب سكان عين والمان والذين يمرون بجوارها. ما إن حل الشهر رمضان الكريم بعين والمان إلا وترى العائلات تتوافد في ساعات متأخرة من الليل على محلات وأماكن بيع الشواء وقاعات الشاي، ميزة تعانق السهرات الرمضانية بالمنطقة، إذ تضفي جوا مميزا ففي كل عام تتحول جل المطاعم إلى محلات لتحضير ما لذ وطاب من أطباق الشواء و«سندويتشات» المرڤاز التي تسيل اللعاب بمجرد اشتمام رائحتها الزكية، خصوصا وأن المنطقة معروفة بتفانيها في صنعه وأنها محضرة بطريقة مميزة وبشتى النكهات، حيث تعرف العديد من الأماكن المختصة في بيع المشوي بعين والمان خاصة بوسط المدينة إقبالا كبيرا من المواطنين الذين يترددون يوميا عليها لتناول المشوي إلى غاية آذان الفجر، حيث تفضل الكثير من العائلات تناوله بدل تناول الكسكسى وطبق المسفوف طيلة شهر رمضان أو بقايا طعام الفطور كما هو متعارف عليه لدى الكثير من العائلات العين ولمانية اذ يفضلن الاستجمام ليلا وتناول المرطبات وبعدها السحور عند باعة المشوي، كما أن عائلات لا تقوى هي وأبنائها على مفارقة تلك الأماكن، فبعد صلاة التراويح يقطع العديد منهم مسافات طويلة للتمتع بلذة الطعام المقدم رغم ارتفاع أسعاره إلا أنني لا أمانع بالمجيء ولو مرة في الأسبوع لتناول الشواء وكسر الروتين والتسحر على وجبة دسمة تنسيهم تعب الصيام معتبرين ذلك من الطقوس التى ألفها المواطنون بالمنطقة في كل سنة. ويعلق عمار صاحب مطعم عائلي، أن العديد من الشبان تراهم يرابطون منذ الساعات الأولى أمام المحل خوفا من عدم تمكنهم من الظفر بمكان، مشيرا إلى أن غياب مساحات ركن سيارات الزوار أحدثت نوعا من الفوضى، مؤكدا أن الأمر يفقده الكثير من الزبائن باعتبار أن أصحاب المركبات لا يطيقون الانتظار طويلا، ما يدفعهم للذهاب لمطاعم أخرى أقل ازدحاما أو تناولها عشوائيا على حافة الطريق. ويقول عزيز، أحد الزبائن، إن محلات الشواء لم تعد فقط قبلة للسهر والترويح عن النفس بل فتحت مناصب شغل لشبان المنطقة لما يشهده ذلك النشاط من زيادة في الأرباح نتيجة الإقبال الهائل للزبائن والارتفاع الطفيف لأسعار الشواء بشتى أنواعه، حيث يصل في بعض الأحيان إلى 30 دج للعود الواحد، مشيرا إلى أن هناك عديد من الأشخاص والعائلات تحج في الكثير من الأوقات إلى الطرقات قصد تناوله بسبب انخفاض سعره خلافا لمناطق الأخرى، وهذا الانخفاض حسبه عائد إلى أن عملهم مؤقت، أي لا يمتهنونه إلا في شهر رمضان، مؤكدا أنّ فلسفة هؤلاء تقوم على بيع أكبر كمية ممكنة بسعر منخفض لتحقيق الربح أحسن من بيع القليل بسعر مرتفع، وهي طريقة أصبح يتبعها العديد من التجار. وتبقى تلك المحلات تصنع ديكور السهرات الرمضانية وملاذا للعائلات بعد يوم شاق، خصوصا مع الحرارة الشديدة التى تشهدها المنطقة.