حذر أطباء أخصائيون في الصحة العمومية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة المواطنين من خطر تناول الشواء المعروض على قارعات الطرق وفي مختلف شوارع ولايات الوطن نظراً لتسببه في الإصابة بالتسممات الغذائية لعدم احترام الباعة لأدنى شروط النظافة والصحة وعرض اللحم المفترض وضعه في أجهزة التبريد على الهواء عرضة للجراثيم. وفي لقاء مع "المساء" أول أمس بمستشفى مصطفى باشا، طالب أخصائيو الصحة العمومية وزارة التجارة وأعوان مراقبة النوعية بالإضافة إلى جمعيات حماية المستهلك في كل الولايات إلى إتخاذ الإجراءات الوقائية والرقابية لحماية صحة المواطن في ظل إرتفاع حالات التسمم الغذائية التي يتعرض لها المواطنون كل يوم والتي سجلت مصالح الإستعجالات بمستشفى مصطفى باشا نسبة كبيرة منها خلال اليوم الثاني والثالث من الشهر الكريم. وأكد هؤلاء أن إنتشار باعة الشواء في مختلف المدن خلال فترة السهرة وعدم مراعاتهم شروط السلامة الغذائية سينذر بكارثة صحية وسط المواطنين نظراً للفترة الصيف التي تميز شهر رمضان خاصة في الولايات الداخلية والجنوبية في ظل غياب التوعية اللازمة من خطر هذه اللحوم المجهولة المصدر. وأوضح الأخصائي بن مهدي في هذا الصدد أن إخراج اللحم مباشرة من الثلاجة كما يفعل أغلب الباعة بعد الإفطار وعرضه على الهواء مباشرة ولعدة ساعات يتعرض خلاله للبكتيريا التي تنمو بسرعة في درجة حرارة مرتفعة، مضيفا أن اللحم في هذه الحالة يكون أكثر قابلية لنمو البكتيريا فيه من اللحم المبرد بسبب وجود كمية من السوائل الذي يمثل بيئة جيدة لنمو وتكاثر هذه الميكروبات التي تسبب الأمراض المنقولة عبر الطعام. وحسب المتحدث فإنه حتى وإن كان طعم الشواء الذي يتهافت عليه المواطنون خلال السهرة لذيذاً وعدم تغير ذوقه أو إحمراره إلا أنه يتسبب في هذه الحالة مباشرة في تسمم غذائي للمواطن الذي يشعر بالغثيان والرغبة في التقيؤ خاصة وإن كان اللحم منتهي الصلاحية أو تم إعادته إلى الثلاجة بعد ساعات من تعرضه للهواء. من جهته نصح المختص في الأمراض الهضمية الدكتور جحجاح الأولياء إلى مراقبة أبنائهم وتحذيرهم من أكل هذه السموم التي أصبحت تباع في الأحياء وعلى قارعات الطرق وحتى في الطرق السريعة والتي إنتشرت كالطفيليات، محذراً من هشاشة جهاز المناعة عند الأطفال وعند أصحاب الأمراض المزمنة الأكثر عرضة لحالات التسممات الغذائية. من جهة أخرى وفي جولة ل "المساء" عبر شوارع العاصمة بدء من شارع طرابلس بحسين داي، لوحظ إقبال كبير على طاولات بيع الشواء التي غمت طول الشارع بدخانها الكثير، وبالرغم من حملات التوعية على مختلف وسائل الإعلام إلا أن العديد من المواطنين الذين تحدثنا معهم لا يبالون بهذه التحذيرات إلى حين تعرضهم لتسممات غذائية، وكان رد أغلب الذين إستطلعنا رأيهم حول خطر هذه الأطعمة ب " العادي". وهو ما ذهب إليه أحد المشترين الذي أكد أنه لن يستطيع الإستغناء عن أكل الشواء خلال السهرة. وعن عدم تخزين "اللحم" أو "المرقاز" في أجهزة تبريد للمحافظة على صحة المواطن، أكد أحد الباعة الذي يمتلك طاولة صغيرة للشواء بحي عين النعجة أنه يمارس تجارة موسمية تتزامن فقط مع شهر رمضان وأنه لا يمكنه شراء جهاز تبريد لهذا الغرض، كاشفاً أن أغلب باعة الشواء يتخلصون من اللحم المجمد الذي يقتنوه من مصادرهم الخاصة -كما قال- خلال السهرة وفي ظرف 3 ساعات على الأكثر نظراً للإقبال الكبير للمواطنين على هذه الأكلة في ظل إنخفاض سعرها الذي لا يتجاوز 15 دينار بالنسبة للحم و 20 دج بالنسبة "للمرقاز". يذكر أن أغلب تجار الشواء الذين صادفناهم من المراهقين أو شبان لا تتجاوز أعمارهم 24 سنة، في حين تباينت أعمار المقبلين على الشواء من صغار السن وحتى النساء في ظل نقص ثقافة إستهلاكية وصحية.