من أجل التفرغ لتأسيس حزبه الجديد قدم عمار غول استقالته رسميا من حركة مجتمع السلم في غضون الساعات القليلة الماضية، لينهي بذلك حالة «السوسبانس» الذي خيم على بيت حمس، بين مصدق ومشكك في صحة الخبر، منذ أن أعلن متصدر قائمة تكتل» الجزائر الخضراء» بالعاصمة، عبر صفحته الشخصية على الشبكة الاجتماعية نيته تأسيس حزب سياسي بديل، ورغم تداول الموضوع على نطاق واسع، حتى صار حقيقة ماثلة لدى الغالبية من المتابعين، فإن أبناء حمس بقي البعض منهم يأمل في أن يكون الأمر مجرد صورة لحراك داخلي في إطار فرض التوجهات المستقبلية لحركة الراحل محفوظ نحناح، بعدما قرر مجلس الشورى في دورته الطارئة غداة الانتخابات التشريعية الأخيرة، عدم المشاركة في الحكومة المقلبة بعد 16 سنة من التسيير التنفيذي. وذكرت مصادر موثوقة ل«البلاد»، أن الوزير السابق للأشغال العمومية الذي كان أبرز المعارضين لخيار قيادة حمس بالخروج من السلطة، حتى وإن ظل ملتزما الصمت، قد قدم استقالته رفقة مجموعة من قيادات الصف الأول بصفة نهائية من هياكل الحركة التي كان يحتل فيها عضوية مجلس الشورى. وسبق لعمار غول أن شغل منصب عضو مكتب وطني في العهدة الأولى لأبو جرة سلطاني مكلفا ب«أمانة المنتخبين»، وكان واحدا من أثقل الشخصيات الحزبية التي وقفت إلى جنبه في صراعه مع جماعة عبد المجيد مناصرة آنذاك، قبل أن تفسد الخيارات الطارئة للقيادة ود العلاقة بين الرجلين، وتنتهي بالوزير غول إلى تطليق حمس بالثلاث ربما ليتفرغ رسميا، كما نقل عنه سابقا، لهيكلة حزبه الجديد الذي يقال بشأنه إنه شرع منذ مدة في التحضير له. وكشف مقربون منه أنه تلقى في هذا الصدد اتصالات عديدة من شخصيات كثيرة، منها إطارات في الدولة من أجل الانضمام إلى تشكيلته السياسية. وتأتي استقالة عمار غول قبل ساعات معدودة من انعقاد مجلس الشورى الوطني الذي أدرج على رأس جدول أعماله تناول «القضايا التنظيمية»، بعد الكلام الكثير الذي أثير بشأن رغبة بعض القياديين في الانفصال عن الحركة الأم، دون أن يفصحوا عن ذلك بشكل مباشر أو يعلنوا انسحابهم من الحزب، فيما يشبه لعبة المناورة والضغط، لحمل فريق سلطاني على مراجعة خياراته، لكن قرار استقالة غول الذي استبق به التئام دورة الهيئة الشورية، أكد أن الطبخة كانت تغلي على نار هادئة. وقد توقع كثير من المتابعين عدم حضور الوزير السابق لأشغال دورة المجلس المقررة نهاية هذا الأسبوع، كون الأحداث قد تجاوزت الموقف القائم، دون أن يلغوا احتمال المفاجأة ومواجهة القيادة، على اعتبار أن الرجل مازال يحتفظ بعضويته في الحزب، فهل أنهى غول بذلك مرحلة المخاض، ودشن طورا جديدا للاهتزاز التنظيمي والفكري والسياسي الذي يضع حمس أمام معادلة التجدد أو التبدد، كما كان ينادي مؤيدوه.