كشف مصدر مقرب من وزير الأشغال العمومية السابق، عمر غول أن هذا الأخير أودع استقالته رسميا من حركة مجتمع السلم ليتفرغ لتأسيس حزبه، فيما أودع عدد من أعضاء المكتب الوطني، استقالتهم قرر الأعضاء المؤسسون للحزب الجديد مقاطعة دورة مجلس الشورى المقررة غدا، ليتأكد رسميا تأسيس العضو القيادي السابق لحمس وقيادات أخرى تشكيلة سياسية جديدة تثري التيار الوطني. وأكد مصدر موثوق للشروق أن عمر غول أودع استقالته رسميا من حمس، وهي الإستقالة التي يكون قد فوض مهمة إيداعها لأحد أعضاء المكتب الوطني، ليغلق بذلك نهائيا باب خروجه من حمس، وتطليقها طلاقا بائنا لا رجعة فيه، مما يعني أن هذه الاستقالة قد أسقطت أحد ملفات مجلس الشورى في الماء، لأن غول من الناحية التنظيمية لم تعد تربطه أي علاقة بهياكل حمس ومؤسساتها. استقالة غول من حمس لم تكن الوحيدة التي تلقاها رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني، بل كانت مدعومة ومرفوقة باستقالات أخرى لأعضاء من المكتب الوطني، نذكر منها الأمين الوطني السابق للإعلام والشؤون السياسية محمد جمعة، والأمين الوطني المكلف بالجامعات والعمل الطلابي كمال قرقوري وغيرهم ممن اختاروا إرجاء الأمر الى ما بعد الدورة مثل ما هو عليه الشأن بالنسبة لنائب رئيس الحركة الثاني الحاج حمو مغارية، والناطق باسم الحركة النائب كمال ميدة، وغيرها من الأسماء، وإن أبقى الاجتماع الذي عقدته هيأة المؤسسين للحزب الجديد الباب مفتوحا أمام الأعضاء في مجلس شورى حمس، وحرية اتخاذ قرار المشاركة أو المقاطعة، فقد قرر هؤلاء مقاطعة دورة مجلس الشورى، قناعة منهم بعدم جدوى الحضور في ظل وصول تحضيرات الإعلان عن الحزب الجديد الى المنعطف الأخير. وحسب مصادرنا فإن هيأة المؤسسين فرغت من صياغة القانون الأساسي، وبرنامج التشكيلة السياسية الجديدة وخطها ونهجها وحتى خطابها، ووصلت الى مرحلة متقدمة من ضبط قوائم العضوية، وقالت مصادرنا أن مؤسسي حزب غول لا يريدون له أن يبنى على أنقاض حركة مجتمع السلم، كما لا يراهنون أبدا على منازعتها على إرثها، مثلما حدث بينها وبين مؤسسي حركة التغيير، خاصة وأن التشكيلة الجديدة اختارت لها عائلة سياسية غير عائلة التيار الإسلامي، وذلك نظرا للفكرة التي تشكل نواة الحزب، فالخطوط العريضة للبرنامج تبين أن هوية الحزب وطنية محضة تسعى لاستقطاب كل التيارات السياسية بداية من التيار الإسلامي وصولا الى التيار الديمقراطي. كما يراد له أن يكون بيتا جامعا تتكامل فيه جهود الكفاءات والطاقات الشابة والشخصيات الوطنية، على مختلف مشاربها العلمية والدينية والثقافية والرياضية، مستلهمين فكرة تجميع الكفاءات وإذابة "الأنا" السياسي، من تجربة الحملة الانتخابية التي قادها غول على رأس قائمة التكتل الأخضر بالعاصمة في التشريعيات السابقة، والتي لعب فيها على استراتيجية التقارب والتعايش بين مختلف الحساسيات والتيارات السياسية، الأمر الذي مكنه من تحصيل قرابة 111 ألف صوت سحق بها الآفلان بالعاصمة. المشروع السياسي الجديد لعمر غول الذي قال عنه رئيس مجلس شورى حمس عبد الرحمان سعيدي، أنه مجرد لغط سيكون حقيقة ورقما جديدا في معادلة الأحزاب، ومعلما ضمن معالم الخارطة السياسية في الجزائر بداية سبتمبر المقبل، موعد عقد مؤتمره التأسيسي، وبذلك تكون حمس قد تمكنت من منافسة شقيقتها النهضة في القدرة على إنجاب الأحزاب