وجّه مندوب سوريا الدائم في الأممالمتحدة بشار الجعفري رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، اتهم فيهما كلا من السعودية وقطر والولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وبريطانيا وتركيا بدعم ما سمّاها «المجموعات الإرهابية» من خلال ما تقدمه لها من تسليح وتمويل وتسهيل. وقال إن السعودية وقطر جعلتا من نفسيهما ممولاً ومنفذاً في الحرب على سوريا، مشيراً إلى الدعم العسكري والمالي والتبرعات التي تقدمها هذه الدول للمجموعات التي سمّاها ب«الإرهابية». وأكد أن الهدف من هذا الدعم هو تغيير توازنات المنطقة وإخضاع دولها لهيمنة سياسات الدول الغربية وإرادتها. واستنكر الجعفري القرار الذي سمحت فيه الإدارة الأمريكية بتقديم مساعدات مالية مباشرة «للجيش السوري الحر» وسماح تركيا بفتح مطاراتها وحدودها «للإرهابيين»، حسب تعبيره، حيث قدمت لهم كل التسهيلات وعملت على استضافة مكاتب لما يسمى «الجيش السوري الحر»، زاعما أنها «مكاتب لعمليات عسكرية تديرها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية والسعودية والقطرية لتوجيه معارك ضد المواطنين السوريين وارتكاب المجازر بعد دخول هذه العناصر الإرهابية بشكل كبير». وطالب الجعفري مجلس الأمن بالضغط على هذه الدول لوقف دعم «المجموعات الإرهابية» ووقف تسليحها وتمويلها وتسهيل عملياتها. وفي الأثناء، ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن طهران حذرت أمس، من التدخل الأجنبي في سوريا وقالت إن الصراع هناك قد يشمل إسرائيل أيضا. واتهم رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الولاياتالمتحدة ودولا بالمنطقة لم يسمها بتقديم دعم عسكري لمقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وهو حليف رئيسي لإيران. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية «إرنا» الرسمية عن لاريجاني قوله إن «النار التي أشعلت في سوريا ستأخذ معا الخائفين الإسرائيليين»، مضيفا «ما الذي يسمح لهذه البلدان بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا؟». من ناحية أخرى، جددت الصين أمس، رفضها التدخل الخارجي في سوريا، وذلك في أعقاب تصويت في الأممالمتحدة أدان بأغلبية ساحقة الحكومة السورية، التي ناشدت روسيا منحها مساعدات مالية واقتصادية لمساعدتها على التخفيف من تداعيات العقوبات الغربية المفروضة على النظام. وقال وانغ كيغيان نائب رئيس إدارة شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا في الخارجية الصينية، إن بكين تواصل دعم جهود إيجاد حل سلمي وسياسي في سوريا، داعيا إلى عدم التسرع من خلال المضي نحو خيار التدخل العسكري، وترك المجال أمام الحل السياسي. وأضاف في مؤتمر صحفي رتب على عجل بالعاصمة بكين، أن الصين تتفهم رغبة الدول العربية والجامعة العربية في سرعة حل الأزمة السورية، وشدد على احترام بلاده للمطالب والطموحات المشروعة للشعب السوري إلى التغيير وحماية مصالحه، معتبرا أن مستقبل سوريا ومصيرها يجب أن يحدده الشعب.