كشف عبد الرحمن سعيدي رئيس مجلس شورى حركة مجتمع السلم، أن اللقاء الذي جمعه أمس مع مختلف فعاليات الطيف الإسلامي على هامش مشاركته في اللقاء الذي نظمته حركة الإصلاح الوطني بشأن قانون تجريم الاستعمار، أن العمل الإسلامي المشترك في الجزائر كان أهم النقاط التي استقطبت اهتمام الحضور. وعلى الرغم من طابع ''العفوية'' في لقاء أول أمس بفندق السفير، غير أن سعيدي وفي حديثه ل''البلاد'' أثنى كثيرا على ما أتاحته مناسبة أمس دون أن يفوته التأكيد على ضرورة الخروج من طابع العفوية واللقاءات الموسومية والمناسباتية للحديث عن العمل الإسلامي المشترك، فيما دعا الأحزاب الإسلامية إلى ضرورة المبادرة بورشة للتنسيق فيما بينها، وهي القضية التي لازالت تشكل الحلقة المفقودة في عقد التيار الإسلامي. جمال بن عبد السلام الأمين العام لحركة الإصلاح قال إن ملف التنسيق الإسلامي- الإسلامي مع حركة النهضة لازال يراوح مكانه دون أن ينفي تمسك الإصلاح بجوهر المشروع وهو ما يعني تلميحا بأن رؤية الإصلاح للتنسيق مع النهضة من حيث الشكل لم تعد نفس الرؤية التي كانت عليها قبل سنتين تاريخ التوقيع بين جهيد وفاتح ربيعي عن الميثاق في فندق السفير وذلك نتيجة وقع المسار الفاشل الذي آل إليه المشروع بعدما قرر ربيعي أن يخطو خطوة أخرى باتجاه الشيخ عبد الله جاب الله. ولعل ما يؤكد هذا التطور هو غياب قيادات الإصلاح والنهضة في النشاطات التي نظمها الأسبوع الأخير الحزبين وعلى خلاف الطابع الاستثنائي الذي لازال يميز علاقة قيادة الإصلاح بقيادة النهضة، إلا أن بن عبد السلام وصف العلاقة مع حمس بالمتطورة والمتقدمة، ذاكرا نماذج ميدانية للتعاون بين الحزبين فيما شدد بن عبد السلام هو الآخر على ضرورة الذهاب بالعلاقة بين حزبه وحركة مجتمع السلم إلى حدود المنشود. وغير بعيد عن جمال بن عبد السلام الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، فإن عزالدين جرافة عضو المكتب الوطني لحركة النهضة وأحد الذين عارضوا حتى التفكير في التقرب من الشيخ جاب الله بينما كان جرافة من أنصار التقارب مع الإصلاح فضلا عن رغبته الكبيرة في التقارب مع حمس وفي هذا الشأن قال جرافة هو الآخر إن التنسيق الإسلامي - الإسلامي هو أاحد الملفات الإستراتيجية التي لازالت تشكل الاهتمام الأساسي للإسلاميين في الجزائر، مشيرا في سياق إلى أن العمل على إنضاج هكذا مشروع جار دون أن يقدم الكثير من التفاصيل ومع ذلك لا يستبعد ملاحظون أن يشكل المشروع الذي يتحدث عنه جرافة نسخة أخرى طبق الأصل لعباءة استنساخ تجارب الفشل التي أضحت لبوسا للإسلاميين في الجزائر. كما يشهد بذلك الواقع لأسباب لازالت عند الإسلاميين من الطابوهات التي يخافون كسرها خارج الأقبية والمنتديات الضيقة أو المناسبات، مما حول هم العمل الإسلامي المشترك لدى قطاع واسع من كوادر التيار الإسلامي في الجزائر إلى أحد ألذ مواضيع الترف الفكري والتباهي في التشخيص النظري للأسباب الفشل بعدما يربو عن عشرين سنة من الإخفاقات المتكررة.