تعقد حركة النهضة نهاية الأسبوع الجاري، دورة استثنائية لمجلس الشورى الوطني بالعاصمة، حيث سيكون لأعضاء أعلى هيئة، كلمة الفصل في أهم نقطة على جدول أعمال هذه الدورة والتي تخص ما أصبح يعرف بوثيقة لمِّ الشمل أو التحاق جماعة الشيخ عبد الله جاب الله المؤسس التاريخي لحركة النهضة. وحسب الأصداء الواردة من اللجنة التقنية المشتركة التي عكفت منذ عدة شهور على العمل على إعداد ووضع الإطار القانوني لاستكمال ''المشروع الهام''. فإن أعضاء اللجنة التقنية المشتركة يكونوا قد وضعوا المسودة النهائية لحوصلة عملهم بعد أن توصل الطرفان إلى إجماع وتوافق للتصور النهائي لما سيكون عليه الإطار السياسي الجديد الذي سيجتمع فيه ''الإخوة الفرقاء'' من جديد بعد طلاق سياسي قارب العقد من الزمن. في هذا السياق، يتوقع أن تعرف دورة مجلس الشورى هذا الخميس نقاشا ساخنا بالنظر لأهمية الموضوع وحساسية المرحلة التي تمر بها الساحة السياسية في الجزائر والتجاذبات بين مختلف أطياف اللون السياسي في بلادنا. وحسب ما علم من البيت النهضاوي، فإن هناك شبه إجماع حول مبادرة الأمين العام فاتح الربيعي الذي يعتبر من المحركين الأساسيين لمبادرة لمّ الشمل، مستغلا (فاتح الربيعي) خروجه من المؤتمر الرابع المنعقد الصائفة الماضية بورقة بيضاء وبتزكية مطلقة من المؤتمرين للمضي قدما لإنجاح هذا المسعى. مصادقة مجلس شورى حركة النهضة هذا الخميس على التقرير النهائي لعمل اللجنة المشتركة سيكون بمثابة الخطوة ما قبل الأخيرة لرؤية الشيخ جاب الله ومن معه من قيادات الصف الأول في ''إصلاح'' ما قبل الأزمة يعودون إلى ''قصر'' تيليملي المقر المركزي لحركة فاتح الربيعي تحت لواء حركة النهضة التاريخية. هذا، في انتظار انعقاد المؤتمر الاستثنائي لترسيم هذه ''العودة'' يرجح انعقاده نهاية سبتمبر أو مطلع شهر أكتوبر حسب ما علمته ''البلاد'' من محيط الشيخ سعد عبد الله جاب الله. للتذكير، فإن حركة النهضة برئاسة فاتح ربيعي وجماعة الشيخ عبد الله جاب الله دخلوا منذ ما يقارب السنة في مسعى التئام الشمل لهذا الغرض نصبت لجنة تقنية مشتركة بين الطرفين بداية السنة الجارية، عكفت على الإعداد المعنوي والمادي لاستكمال هذا المسار ليتوج في نهاية المطاف بتبوؤ المؤسس التاريخي لجماعة الشرق الشيخ جاب الله لحركة النهضة أول حزب بدأ فيه الشيخ نضاله السياسي العلني بعد مرحلة العمل السري في الجزائر مطلع التسعينيات من القرن الماضي.