علمت «البلاد» من مصادر مطلعة أن وزارة الثقافة تلقت مراسلة من رئاسة الجمهورية تتضمن أمرا صريحا من الرئيس بوتفليقة بعودة معرض الجزائر الدولي للكتاب إلى قصر المعارض «سافكس» ب«الصنوبر البحري» في العاصمة، بدل تنظيمه في «خيمة» المركب الأولمبي بجوار «ملعب 5 جويلية». وأوضحت المصادر أن المراسلة كانت في الأسبوع الأول من شهر رمضان، وتم على إثرها تنظيم اجتماع عاجل ضم وزيرة الثقافة خليدة تومي ومدير عام المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية مسعودي حميدو وبعض المعاونين المشتغلين في قطاع الكتاب، وذلك لدراسة الإجراءات الجديدة التي تترتب على هذا القرار، خصوصا أن الوزيرة تومي، ومعها المحافظ الجديد، كانا يعملان على أساس تنظيم المعرض في «الخيمة» مثلما جرت العادة في الطبعات السابقة. ووفق بعض التسريبات، علمت «البلاد» أن الوزيرة تومي بدت غير مرتاحة تماما لقرار العودة المفاجئ، خصوصا أنها راهنت كثيرا على مواصلة تنظيم المعرض في «مخيم 5 جويلية»، وفق التعبير الذي ابتكره العديد من الناشرين الجزائريين تهكما، ذلك أن المكان لم يكن مناسبا أبدا لهم، ولا حتى للناشرين العرب والأجانب. وتلقى العديد من الناشرين الجزائريين مراسلات من المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الجهة المنظمة، تتضمن العنوان الجديد للمعرض، وهو ما خلف «ارتياحا كبيرا». ووفق المعلومات التي تحصلت عليها «البلاد»، فإن محافظة المعرض الدولي للكتاب لم تعد إلى غاية الآن برنامج الطبعة السابعة عشرة التي تنظم ابتداء من العشرين على غاية التاسع والعشرين سبتمبر القادم، كما لم يتم الاتفاق على الضيوف الذين ستتم دعوتهم لتنشيط محاضرات وملتقيات المعرض. وأوضحت مصادر مطلعة ل«البلاد» أن هناك خلافا بين طرفين في المحافظة حول طبيعة الضيوف والبرنامج، في ظل توجه نحو التركيز على المدعوين الذين تطلق عليهم تسمية «الفرانكوفونيين». في السياق ذاته، ستحمل الطبعة السابعة الكثير من المفاجآت بعد التغييرات والتعديلات التي أجرتها وزيرة الثقافة على محافظة التظاهرة. وضمن هذا الإطار، عين المدير العام للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية مسعودي حميدو محافظا جديدا، بينما عين المحافظ السابق إسماعيل أمزيان نائبا له، وذلك في سابقة تعد الأولى من نوعها، حيث إن كل المهرجانات التي أنشأتها وزارة الثقافة، مع تحويل المعرض إلى مهرجان السنة الماضية، لا يوجد فيها منصب «نائب محافظ». وتوقعت مصادرنا مشاركة أكثر من 35 دولة و500 دار نشر وطنية وأجنبية. من ناحية أخرى، علمت «البلاد» أن طبعة هذا العام لمعرض الجزائر الدولي تحمل برنامجا لم يضبط بشكل نهائي بعد، حيث خصص للاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال. وهنا، تقول مصادرنا إنه ستتم دعوة العديد من الكتاب والمؤرخين العرب والأجانب والجزائريين للحديث عن مسار ثورة التحرير. ويندرج هذا التوجه في إطار برمجة كل التظاهرات التي تشرف عليها وزارة الثقافة في إطار الاحتفال ب«خمسينية استرجاع الاستقلال». كما ينتظر صدور عشرات العناوين حول تاريخ ثورة التحرير وعرضها خلال الطبعة السابعة عشرة، وذلك بعدما أودعت دور النشر الجزائرية العديد من مشاريع النشر لدى وزارتي الثقافة والمجاهدين.