ستحمل الطبعة السابعة عشرة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب الكثير من المفاجآت بعد التغييرات والتعديلات التي أجرتها وزيرة الثقافة خليدة تومي على محافظة التظاهرة. ووفق المعلومات التي تحصلت عليها «البلاد» من مصادر خاصة، فإن المحافظ الجديد للمعرض هو الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية مسعودي حميدو، بينما عين المحافظ السابق إسماعيل أمزيان نائبا له، وذلك في سابقة تعد الأولى من نوعها، حيث إن كل المهرجانات التي أنشأتها وزارة الثقافة، مع تحويل المعرض إلى مهرجان السنة الماضية، لا يوجد فيها منصب «نائب محافظ». ويطرح هذا الأمر العديد من التساؤلات حول دواعي اتخاذ تومي لهذه الخطوة، في حين فسرت مصادر ل«البلاد» هذا الأمر بأن أمزيان يحظى بمكانة مميزة لدى وزيرة الثقافة، ورغم الضجة التي أثارها في طبعات المعرض السابقة، وغضب قطاع واسع من دور النشر عليه لأسباب عديدة، فضلت الوزيرة «عدم التضحية به» والإبقاء عليه كطرف فاعل في الجهة المنظمة، وأكثر من ذلك، أن الطاقم نفسه الذي اشتغل مع أمزيان في الطبعات السابقة، سيعود هذا العام أيضا. وقالت المصادر التي أوردت المعلومات، أن التظاهرة ستقام بالمركب الأولمبي «محمد بوضياف» المجاور لملعب «5 جويلية»، أي في الفضاء نفسه الذي استحدث في الطبعات الأخيرة، أو ما اصطلح عليه ب«الخيمة»، وذلك رغم الانتقادات الموجهة لهذا الفضاء، من بينها درجة الرطوبة العالية و«خطر الأمطار» التي أتت سابقا على عشرات الكتب بعد تسرب المياه إلى أجنحة العارضين. وتقرر هذا العام تنظيم الطبعة السابعة عشرة ابتداء من العشرين إلى غاية التاسع والعشرين سبتمبر القادم، حيث شرعت محافظة المعرض في إرسال الدعوات إلى الناشرين الأجانب، بينما توقعت مصادرنا مشاركة أكثر من 35 دولة و500 دار نشر وطنية وأجنبية. في السياق ذاته، علمت «البلاد» أن طبعة هذا العام لمعرض الجزائر الدولي تحمل برنامجا ثريا لم يضبط بشكل نهائي بعد، حيث خصص للاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال. وهنا، تقول مصادرنا إنه ستتم دعوة العديد من الكتاب والمؤرخين العرب والأجانب والجزائريين للحديث عن مسار ثورة التحرير. ويندرج هذا التوجه في إطار برمجة كل التظاهرات التي تشرف عليها وزارة الثقافة في إطار الاحتفال ب«خمسينية استرجاع الاستقلال». كما ينتظر صدور عشرات العناوين حول تاريخ ثورة التحرير وعرضها خلال الطبعة السابعة عشرة، وذلك بعدما أودعت دور النشر الجزائرية العديد من مشاريع النشر لدى وزارتي الثقافة والمجاهدين. من ناحية أخرى، حمل النظام الداخلي للمعرض الذي تحصلت «البلاد» على نسخة منه، العديد من النقاط التي تشير إلى شروط المشاركة، حيث توضح المادة التاسعة مثلا أن محافظة المعرض تحتفظ بحق إلغاء أي ناشر دون أن تكون مطالبة بتقديم مبرر لذلك، بينما يتعين على العارضين تهيئة أجنحتهم وتجهيزها قبل 48 ساعة من الافتتاح الرسمي المحدد بتاريخ العشرين سبتمبر 2012.