فجر أمس محتجون على انقطاعات الماء بقرى بلدية العلمة في عنابة أحداث شغب عنيفة تنديدا بغياب الماء منذ نحو ثلاثة أشهر وكذا الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي و كادت الأمور ان تنحرف الى انزلاقات خطيرة باقدام المتظاهرين على تخريب مركبات مستعملي الطريق الوطني رقم 84 لولا التدخل السريع لقوات الدرك التي أوقفت 17 متظاهرا و عززت من تواجدها بفرق اضافية للسيطرة على الوضع. وقام العشرات من سكان القرى و الأحياء التابعة للبلدية بحركة احتجاجية عارمة للمطالبة بالطاقة الكهربائية و ماء الشرب، و ذكر المحتجون أن إن المنطقة تعاني من أزمة ماء حقيقية منذ نحو شهر كامل و هي المشكلة التي تتكرر كلما حل فصل الحر. ووجه المحتجون أصابع الاتهام للبلدية التي تتماطل حسبهم في حل المشكل بصفة نهائيةحيث فرضت أزمة الماء على المواطنين اللجوء إلى أصحاب الصهاريج الذين يبيعون ماء مجهول المصدر .و ذكر عدد من المتظاهرين الذين تحدثوا ل”البلاد” من موقع الاحتجاج أن أزمة الماء غير مبررة بالنظر للأمطار التي تهاطلت على المنطقة و امتلاء السدود المزودة لولاية عنابة عن آخرها، فيما يرى تقنيون أن الأزمة تعود لقدم الشبكة التي أصبحت لا تتحمل قوة الضخ، وتشهد الكثير من التسربات، حيث شرع في تجديدها لكن الأشغال لم تكتمل بعد.الى ذلك تجددت أمس الاحتجاجات ببلدية سرايدي الساحلية في عنابة تنديدا باستمرار أزمة العطش. و أقدم المحتجون على رشق مقر البلدية بالحجارة منددين بتقاعس المنتخبين في حل مطلبهم الرئيسي القاضي بتموينهم بالماء الشروب ثم سرعان ما اجتاح المتطاهرون الطريق المؤدي إلى بلدية عنابة حيث تم قطع طريق المدخل الرئيسي للبلدية باستعمال الحجارة و المتاريس و اضرام النيران في العجلات المطاطية و راح بعضهم يعتدي على أصحاب المركبات لولا تدخل وحدات الدرك الوطني التي اوقفت 8 شبان تتراوح اعمارهم بين 26 و 37 سنة سرعان ما اطلق سراحهم بعد تحرير محاضر سماع في حقهم حسب مصدر محلي. وقال بعض ممثلي السكان ل”البلاد” إنهم يصرون على حضور الوالي لمطالبته بالعمل على القضاء على المشكل وبشكل مستعجل وفي حالة عدم وجود رد فإن التصعيد سيكون سيد الموقف.من جهته كشف مسؤول بشركة ”سياتا” لتوزيع وتسيير المياه لعنابة و الطارف، أن المؤسسة وضعت برنامجا استعجاليا امتدادا لما تم تنفيذه خلال فصل الصيف وهذا لضمان مناوبة فعالة على مدار 24 ساعة للتكفل بجميع الأعطاب التي قد تطرأ على شبكات الضخ والتوزيع ومحطات الإنتاج خاصة في ضوء الاحتجاجات الدورية التي باتت تشهدها الولايتين ضد أزمة العطش.واعترف المتحدث أن توالي انقطاعات الكهرباء في الفترة الصيفية، شكل عائقا أمام ضمان توزيع المياه الشروب بشكل عادي. وفي السياق ذاته، دعا مسؤول وحدة الطارف لشركة ”سياتا”، الزبائن، لا سيما المواطنين منهم، الى تفهم تذبذب توزيع مياه الشرب للأسباب الخارجة عن نطاق المؤسسة.كما اعتبر نفس المصدر أن أولوية إدارته، هي تحسين عملية تحصيل الديون لضمان التوازن المالي للمؤسسة. مشيرا الى أن الديون تتجاوز سقف 152مليار سنتيم. مشيرا الى أنه تم اعداد برنامج خاص لتحصيل الديون العالقة يعتمد أساسا على تكثيف العمليات والدوريات الخاصة بقطع التوصيلات والتموين للزبائن المتأخرين في تسديد ما عليهم من ديون، وكذا إرسال إعذارات ذات طابع خاص، مع الاحتفاظ بحق المؤسسة في المتابعة القضائية في حالة عدم الاستجابة لتلك الإعذارات. وأورد نفس المصدر، أنه تقرر تركيب العدادات ومراجعتها بين الحين والآخر للقضاء على الفوترة الجزافية وتفادي احتجاجات الزبائن. وتابع المتحدث أنه كلف اطارات ذات كفاءة لإطلاق حملة تحسيسية وإعلامية لفائدة الزبائن وحثهم على تسديد فواتيرهم مقابل التحسن النوعي للخدمات المقدمة لهم. وختم المصدر حديثه مع الجريدة، باستشراف مستقبل واعد لهذا القطاع الحيوي في ظل الانعكاسات الإيجابية للاستثمارات الجديدة و الثمار التي تم قطفها على مدار السنوات الخمس الأخيرة مع المستثمر الألماني الذي قدم للمؤسسة رغم فسخ العقد معه أحدث الوسائل والتكنولوجيات ومدها بالخبرة الأجنبية وتكوين الموارد البشرية.