شهدت بلدية حاسي مفسوخ شرق ولاية وهران خلال الأيام القليلة الماضية موجة من الانقطاعات المتتالية للتيار الكهربائي، ما أدى إلى تلف عدد من التجهيزات الكهربائية المنزلية وتوقف العديد من المحلات سواء المتخصصة في مقاهي الانترنت أو أكشاك الهاتف إلى جانب بائعي المثلجات الذين تكبدوا خسارة معتبرة، إذ أن هذه المادة الحساسة تفقد قيمتها الغذائية إذا ما تعرضت لذوبان وتجميد متكررين، وهو الأمر الذي يهدد صحة المستهلكين. ذلك أن المسؤولين عن بيعها يتجنبون إتلاف هذه المادة حتى وإن علموا بأن تناولها بعد أن تصبح سائلة ويعاد حفظها في المجمد، يجعل منها غير قابلة للاستهلاك، إلا أنهم يعمدون إلى مواصلة عرضها للبيع لتفادي الخسارة المترتبة عن رمي كميات معتبرة منها. من جهة موازية، فإن المواطنين بدورهم لا يراعون هذه النقطة الهامة في اختيار ما يتناولونه، لاسيما مع موسم الاصطياف حيث تصبح المواد الغذائية سريعة التلف وتنامي المحلات التي يديرها تجار "موسميون" في مقدمتها "الأيس كريم"، حيث لم يعد غريبا أن يقتني أغلب المحلات سواء المتعلقة بالمواد الغذائية العامة أو المياه الشروب أو حتى أكشاك الهاتف العمومي، مبردات خاصة يحفظ المثلجات. لاسيما في ظل الإقبال الواسع على استهلاكها من قبل المواطنين وهو ما يرتفع تزامنا مع موجة الحر التي مرت بالمنطقة مؤخرا. حيث أكدت إحدى المواطنات ببلدية حاسي مفسوخ، أنها أقلعت عن اقتناء المثلجات من المنطقة وأصبحت تنتقل إلى مناطق أخرى رفقة عائلتها للتمتع بهذه المادة الصيفية مادام البائعون بذات البلدية، يهملون الجانب الصحي للمستهلكين، حيث أن أغلب العلب التي اشترتها منهم كانت قد فقدت مذاقها وشكلها الطبيعي إلى جانب تأثيرها السلبي على المواطنين لمضاعفتها لخطر التعرض للتسمم الغذائي، الظاهرة التي تقترن عادة مع موسم الاصطياف. للإشارة، فإن مؤسسة ميناء وهران قد ضبطت في وقت سابق العديد من الحاويات المحملة من كميات معتبرة من المواد الاستهلاكية الفاسدة مستوردة من قبل أطراف محلية كانت تستهدف إغراق سوق الولاية، حيث يعمد التجار فيها إلى تخفيض أسعار هذه السلع من أجل استقطاب كم هائل من الزبائن دون مراعاة للتأثيرات الصحية الجانبية للهثهم خلف الربح السريع، في انتظار أن تقوم الجهات المسؤولة بإصلاح الأعطاب المتكررة على مستوى الدارة الكهربائية لحاسي مفسوخ من أجل تجنب الخسائر المختلفة الناجمة عن ذلك.