لم يستند ''الهجوم الأصفر'' الذي شنه حوالي 60صينيا، بحر الأسبوع الماضي، على أي معيار منطقي لتبرير الوحشية التي استعملوها للثأر لزميلهم الصيني، الذي قيل إنه تعرض ل''الإهانة'' من طرف التاجر الجزائري، حيث عمد ''العملاق النائم''، إلى ضرب عامل السن والجنس عرض الحائط، ليسقط ضحية أخرى، متأثرة بحروق خطيرة للغاية. ''البلاد'' في زيارة خاصة للمصاب عندما أوردت مصادرنا المتوزعة بالحي المعروف ب''حي الشناوة''، خبر إصابة جديدة نتيجة ل''الطوفان'' الذي قلب هدوء المكان، توجهنا مباشرة لرصد حالة الضحية، محمد رباح، المتواجد منذ الثالث من الشهر الجاري، بمقر العيادة المركزية للمحروقين بالجزائر العاصمة. وبمجرد دخولنا القاعة، انفجرت أم محمد بالبكاء، وهو الدليل الذي قادنا إلى القول إن الحالة شديدة الخطورة لتتأكد تخميناتنا بعد مشاهدة محمد صاحب ال 18 ربيعا، ممددا على السرير، وهو متأثر بإصاباته البالغة التي تمركزت على مستوى الرجلين واليدين، حيث تم إخراجه من العناية المركزة يوم الأربعاء الفارط، بعد قضاء ثلاثة أيام بها. وأكدت أم محمد، أن الطبيب المشرف على إجراء فحوصات ابنها، أشار إلى أن الجروح من الدرجة الثالثة، وقد تتطلب مدة علاجها وقتا طويلا قد يتجاوز ثلاثة أشهر على اقل تقدير، لتطالب مصالح الأمن والجهات المسؤولة بضرورة ''وضع حد لجبروت ''الجنس الزاحف'' بالجزائر، وتقنين جميع معاملاته التي صارت لا تعترف بقوة القانون ولا بحرمة الدين والعرض''. ضربة صينية أكثر ''همجية'' وبالرغم من حجم الإصابة التي ألمت به، إلا أن محمد أبى إلا أن يشاركنا في الحديث، ليعود بذاكرته إلى يوم الواقعة، حيث ذكر أنه كان في زيارة لصديقه، المدعو أبو بكر، القاطن ب''حي الشناوة''، وبالتحديد قرب المتجر الذي اندلعت فيه المناوشات بين الصينيين والتاجر الجزائري، قائلا ''عندما كنت أهم بالخروج من بيت صديقي، ألقت صينية تقطن بالفيلا المجاورة، قارورة زجاج مكسورة ومعبأة بالبنزين''المولوطوف''، لتنفجر على جسمي مباشرة، ولم أتمكن من الهروب أو فعل أي شيء لمنع وقوع الحدث الذي جعلني أبدوا اليوم في هذا المظهر''. أبناء باب الزوار يتعهدون بالثأر وعندما انتقلنا إلى الحي الذي كان ساحة للقتال في الثالث من شهر أوت الجاري، بين ''الجيش الصيني''، والجزائريين الذين دافعوا عن ''حرمتهم ودينهم''، رصدنا بعض الأصداء المنددة بحالة المراهق محمد، والتي قطعت عهدا أمام الملأ، ب''الثأر'' في حالة تهميش القضية ووضعها ''ضمن رفوف الأرشيف''، حيث أكد كريم أحد القاطنين بالحي، ''أنه يجدر بالسلطات المعنية الوقوف كرجل واحد لصد وقوع مزايدات في الحادثة''، متسائلا ''لو انقلب طرفي المعادلة، ورجح حدوث الواقعة بالصين من طرف 60جزائريا، فماذا سيكون رد فعل الحكومة الصينية عندئذ''. العائلة تستنجد: ''هل ستطالنا ''الحفرة'' في بلادنا من الدخلاء؟'' أقسمت والدة محمد، التي تتحمل حاليا مسؤولية تسيير شؤون العائلة بعد موت زوجها، أن تعيد لإبنها حقوقه كاملة، معتبرة أن ''هذا الوضع لا يجب تمريره بسهولة، فالعدوان الصيني على الجزائريين قد خلف ضحايا أبرياء، منهم عبد الكريم الذي غادر مستشفى زميرلي، وبني الذي لا يزال يصارع الآلام، إضافة إلى الجانب النفسي المتأزم''. إذ كشفت خلال حديثها أن الابن لا يزال على وقع الأزمة النفسية التي خلفها العراك من جهة، وحروقه البليغة التي ستظل آثارها محفورة على كامل رجليه ويديه إلى آخر عمره. ووجهت الأم رسالة خاصة إلى رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، باعتباره القاضي الأول بالبلاد، لتفقد أحد أبنائه عن قرب ورؤية ما فعلته ''الصينية'' بمستقبل محمد.