بقلم: د. يوسف نواسة * إنّ صعود الإسلاميّين سياسيّاً أخيراً ظاهرة ملأت الدُنا وشغلت الورى، وشتت أراء الباحثين والمراقبين: تأييداً أو تنديداً، وتشوّفاً أو تخوّفاً، وتفاؤلاً أو تشاؤماً، وقَبولاً أو رفضاً، وهي بلا شكّ حدثٌ جللٌ سيكون له ما بعده في تاريخ المنطقة العربية والإسلاميّة، وواقع ومستقبل السّاحة الدولية كلّها بغضّ النّظر عمّا ستؤول إليه نجاحاً أو فشلاً، كما أنّ ممّا لا ريب فيه أنّ المشهد الإسلاميّ الكليّ إنما هو مجموعُ مشاهد جزئية، هي واقع الإسلاميّين في كلّ دولة على حِدة، وتناغمه وتسايره أو تناقضه وتباينه مع الواقع الكليّ، وهذا ما يعطي أهمية لواقع إسلاميي الجزائر باعتباره يشكل استثناءً بارزاً، بعد انتكاستهم الفظيعة وتراجعهم الرهيب في التّشريعيات الأخيرة، مع تجربتهم الطّويلة نوعاً ما في العمل السّياسيّ، وما مثّلوه من توليفة متنوعة؛ جمعت التّعدّد التّنظيميّ، والصّراع الحزبيّ، والاختلاف في المواقف، والتباين في المواقع بين المشاركين والمعارضين والمقاطعين. وإنّي أرى أنّ تجاوز هذا التأخّر أو التقهقر أو التكّسر من غير توقّف للبحث والمراجعة والتحليل والاستنتاج إنّما هو مظهر آخر من مظاهر الاستثناء لإسلاميي الجزائر، الذين ما فتئوا تنزل بساحتهم القوارع وتهزّ تنظيماتهم الزعازع ثم يمرّون عليها كراماً، وكأنّ شيئاً لم يحدث أو كأنّ الأمر لا يعنيهم؛ فلا بحثٌ ولا دراسة ولا مقالة حتى!، ومن ثَمّ فلا تبديل ولا تعديل، ولا تغيير ولا تطوير. * الفشل: بين التّجاهل والتّبرير: إنّ نتائج الإسلاميّين في الانتخابات الأخيرة أقلّ ما يقال عنها: أنها فشل بكل المقاييس والمعايير، وإن شئنا قلنا: نكسة أو نكبة أو كارثة أو صدمة أو خيبة أمل أو غير ذلك، ومهما تذرّع البعض منهم بالتزوير بجعله شمّاعة لتغطية الفاجعة؛ فإنّ هذا البعض غير قادر على إقناع نفسه بله إقناع غيره به، ذلك لأنّ التزوير – الذي لا أبريء الإدارة منه – لا يكفي وحده لتفسير هذا الإخفاق الذي كان منتظراً ومرتقباً، وأعتقد أنّ تركيز بعض مسؤولي الأحزاب الإسلاميّة على التزوير ما هو إلاّ مهربٌ لتفادي مواجهة حقيقة انهزامهم الفظيع من جهة، على طريقة: قُلْ، قُلْ، حتى تصدق نفسك، ثم يصدقك النّاس!؟، ولصرف اهتمام الأتباع عن مناقشة ومباحثة الأسباب الحقيقية لإخفاقهم من جهة أخرى، على قاعدة: أُشغلهم بغيري حتى لا ينشغلوا بي !؟. إنّه ليس ثمة ما هو أفظع من هذا الفشل إلاّ المكابرة بنفيه، واللَّجَجُ في ذلك، وهذا –للأسف البالغ- ما يقوم به أغلب مسؤولي الإسلاميّين؛ فبدل أن ينظروا إلى واقعهم نظرة تفحّصٍ وتفهّم وبحث، وأن يفتحوا أسماعهم لكل الأصوات الناقدة صديقة كانت أو حاقدة؛ تراهم يغضّوا أبصارهم ويصمّوا آذانهم!؟ مُصرّين على أنهم على خير، ولا ضير إلاّ في التزوير!، إنّها حال مرضية مستعصية حين يفقد المسؤول القدرة على النقد الذاتي، والقدرة على معرفة الأسباب المباشرة وغير المباشرة لما ألمّ به، والقدرة على استيعاب الموقف!، وخير من يعبّر عن خطورة هذه الحال الأستاذ الكبير مالك بن نبي –رحمه الله- حيث يقول:” إنّ النخبة عندما تفقد موهبة النقد الذاتي على وجه الخصوص؛ فهي على هذا كأنها اقتنعت بتسجيل الفشل ولكن دون أن تسعى في تفهّم أسبابه …وإنّنا نتمنى أن تكون قد شعرت بهذا الفشل… فلو أنّ النخبة درست هذا الفشل لاستفادت منه أكثر ممّا يفيدها نصف نجاح خدّاع.. ولكن الشيء الذي يزيد الطين بِلَّةً .. هو أنّنا سجلنا الفشل في مشكلة معينة، وتركناها في الطريق دون حلٍّ، وذهبنا إلى آفاق أخرى ومشكلات جديدة“[في مهب الريح: ص114]إنّها فقرة تختصر حال إسلاميي الجزائر الآن: فشلٌ يتبعه فشل، يتم تسجيله دون دراسة، ثم تُترك المشكلة في الطريق إلى مشكلة أخرى غالباً ما يحصل فيها فشل، وهكذا دواليك، وأسمي هذه الحال: دورة الفشل نظير دورة الحضارة!. . الفشل: أسباب وخلفيات: إنّ كلّ ظاهرة هي نتيجة أسباب متعددة، وخلفيات متداخلة، وأبعاد متشابكة، ومن اختزال الفكر، وضيق الأفق، وحَول النظر تفسير ظاهرة فشل وتراجع إسلاميي الجزائر الأخير بسبب واحد: التزوير/ التراجع التربوي/الانقسام… أو غيرها من الأسباب الجاهزة ذات الاستعمال المتعدد؛ لذا سأحاول نسج شبكة سببية لتفسير هذا الفشل تكون أكثر إقناعاً وواقعية، وإن لم تكن شاملة وكاملة بالضرورة، فأحسب أنّ التدقيق في البحث والتفصيل في الدراسة قد يضيفان أسباباً أُخر. 1/ موقف المجتمع الجزائري من إسلامييه: إنّ المجتمع الجزائري -كغيره من المجتمعات الإسلاميّة- إذا انتصب له من يتمثّل الإسلام ويمثّله بحقٍّ مع الكفاءة؛ فسيكون معه بلا تردّد مساندة وانتخاباً؛ فإذا ما وجدناه لا ينتخبه ولا يسانده فلأنّه غير مقتنع به، غير مقتنع بإسلاميته، ويراه لا يمثّل ما يدعو إليه، ولا يجسد الشعار الذي يرفعه!، وتكفي نظرة عابرة في منتديات الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي لنرى حجم التعليقات السلبية التي تصل إلى حدّ السباب المقذع الذي يُصبّ على بعض القيادات الإسلاميّة، ضِفْ إلى ذلك المحددات التالية: - رفض الجزائريين للواقع السّياسيّ برمته، وهذا يظهر من خلال: العزوف عن العمل الحزبي إذ غالبية الجزائريين غير منتظمين في أحزاب، ومن خلال العزوف الانتخابي، ونسبة المقاطعة شاهدٌ عليه، وهذا الرفض يشمل فيما يشمل الإسلاميّين، ولكن القيادات الإسلاميّة في غالبها لم تستوعب هذا؛ فتتكلم عن العزوف والمقاطعة وخطرهما على الآخر كأنها غير معنية به، غافلة عن عزوف الناس عنها. - تخوّف قطاع كبير من الصوت الإسلاميّ بعد النكسة التي تلت الفيس، ودوامة الأزمة التي عاشتها البلاد، ومع التطور الملموس في الخطاب الإسلاميّ إلاّ أن نُتوءات التّشدّد وتخويف الآخر والتهديد مازالت تظهر بين الحين والآخر، وكما قال الأستاذ راشد الغنوشي يوماً: “بعض الإسلاميّين تفنّنوا في كسب الأعداء”، وللأسف أنّ بعضهم ما يزال هذا ديدنه !.وقد يكون من سبيل التخويف واستفزاز الآخر كلام قيادات التكتل الأخضر عن تشكيل حكومتهم قبيل الانتخابات، زعموا!…. - انتشار تيار إسلاميّ (السلفيّة) يكفر بالعمل السّياسيّ كلّه، بل يُحرّمه ويحاربه، وهو بلا شك يؤثر في الوعاء الإسلاميّ لا العلماني؛ ممّا جعل الكثير من الشباب الإسلاميّ لا يهتم لصعود وهبوط الإسلاميّين، ولا يشارك في الانتخابات تعبّداً، وهذا زاد في إحراج الموقف الإسلاميّ انتخابيّاً كما هو مشاهد. 2/ حالة التشرذم والتفرق: مُذْ هبّت رياح الصحوة الإسلاميّة على الجزائر هبّت معها رياح الخلاف والشقاق والانشقاق؛ ففي مراحل العمل السري كان هنالك: الإخوان العالميين، والإخوان المحليين، والبناء الحضاري (ما يعرف في الدارج بالجزأرة) والحياد والسلفيّة على استحياء، وفي مرحلة العمل العلني المنظم كان هناك: حماس، والفيس، والنهضة، ثم السلفيون، وغيرهم. وإذا كان للأفكار والقناعات أثرٌ في هذا الاختلاف؛ فلا ننكر أنّ لأدواء النفوس وأمراضها: هوىً وعشقَ زعامة وحبَّ ظهور أثرٌ كذلك فيه، وليس القصد دراسة الأسباب التي أدت إلى هذا التشرذم وتحليلها –فلذلك مقام آخر- ولكني أريد أنّ أوكد أنّ هذه الحال زادت من رفض المجتمع لهذه التشكيلات الإسلاميّة الحالية؛ فالحركيون منهم توزّعوا طرائق قِدداً على ستة أو سبعة أحزاب متناطحة، متنافسة، متصارعة، أو متحالفة على دخل، مع قيادات محدودة المستوى، فاقدة للكاريزما، عاجزة عن التأثير، فقيرة الشعبية؛ فلم تقدر على جذب الجماهير إن لم تكن طاردة لهم !؟. والسلفيون في عزلة عن السياسة وما تموج به؛ فالسياسة عندهم حرام، والأحزاب عندهم حرام، والانتخاب عندهم حرام !، رغم فتاوى المراجع الكبرى للسلفيّة المعاصرة بشرعية الانتخابات، بل وجوبها كما هو شأن العلامة ابن عثيمين –رحمه الله- [فتواه منشورة بصوته على الانترنت، وقد سبق لي أن كتبت مقالة بعنوان: الانتخابات عند أعلام السلفيّة، بينت فيها اتفاق كبار العلماء السلفيين على جوازها] وسلفيّة الجزائر أيضاً هم استثناء في مسار تطور السلفيّة المعاصرة، فهم أبعد السلفيين عن المشاركة السّياسيّة في المدى المنظور؛ لأمرين أساسيين في نظري: - الأول: متعلق بظهورهم القوي أواسط التسعينيات كردة فعل لنكسة الفيس، إذ أنّ غالبية أتباع الفيس تحولوا إلى السلفيّة بعد انفجاره، ولسان حالهم يقول: نعوذ بالله من ساس يسوس ومن حرف السين!، وهذا ما يفسر حساسيتهم المفرطة لكلّ ما هو سياسيّ، مع أن هذا التحوّل له ما يبرره حيث أنّ هؤلاء الأتباع تشبّعوا بالعاطفة الإسلاميّة، ولما فقدوا غطاءهم –وما كانوا لينقلبوا عن عاطفتهم- كان الأقرب إليهم هو السلفيّة، خاصة أنّ الفيس كان يتبنى خطاباً عدائياًّ تجاه الإسلاميّين المنافسين له آنذاك ممّا ولّد حاجزاً سميكاً بين أتباعه وبينهم، فالسلفيّة كانت تمثّل الملاذ الآمن لهم الذي يجمع لهم الالتزام الإسلاميّ، والتخلّص من رهق السياسة. - والثاني: متعلق بمرجعيتهم، إذ معلوم أنّ سلفيّة الكويت وسلفيّة مصر –مع العلم أنّ التجربة السّياسيّة للسلفيّة بدأت في الكويت ثم ظهرت في مصر- لا يحظيان بتأثير كبير في الجزائر عند السلفيين بالخصوص؛ فمحمد حسان والحويني وحسين يعقوب والنقيب ومقدم والعفاسي وعبد الخالق وغيرهم لهم معجبون في عموم المجتمع تأثراً ببرامجهم على الفضائيات لا غير، أمّا الشباب السّلفيّ فربما يضع بعض هؤلاء في عداد المبتدعة !. وعليه فالسلفيون في الجزائر ما زالوا بعيدين عن تقبّل فكرة المشاركة السّياسيّة إلى أجل غير مسمّى، وما زالوا مستمرين في دعايتهم ضد الانتخابات، وضد الأحزاب الإسلاميّة، وضد السياسة. وأثر هذا على التيار الإسلاميّ واضح ملموس. 3/ الترهّل التنظيمي وفقدان التميّز: لقد مضى دهرٌ تميّزت فيه الحركات الإسلاميّة بالانضباط التنظيمي الذي يقرب إلى العسكرية، وبالتميّز السلوكي الذي يسعى إلى مصاف ومرتبة القدوة، وبالتميّز الفكري الذي ينحو إلى التجديد؛ لكن حوادث الزمن، وعواصف المحن، وقوارض الفتن جعلت الحركات والأحزاب الإسلاميّة في الجزائر هياكلَ لا روح فيها، وطاقاتٍ معطلة لا وظائف لها، وكتلاً بشرية لا فعالية لها، وصارت كتلة “المتساقطين على الطريق” أكبر من كتلة الثابتين!، وافتقدت الحركات الإسلاميّة كثيراً من تميّزها، وأصيب بالخيبة الكثير من خيرة أبنائها وكوادرها، وأضاعت الكثير من مقوماتها، فدخلت المعركة الانتخابية وهي مهددة بالانقراض في كثير من البلديات، وفي حالة سبات في كثير منها… إنّ من المسلّم به أنّ التّنظيم ما هو إلاّ وسيلة لتحقيق مقاصد، غير أنّ التّنظيماتِ الإسلاميّةَ مع مرور الوقت صار وجودها – على أيّ حال كان هذا الوجود- مقصداً وغايةً، حتى صارت تضيّع شيئاً من المقاصد التي نهض الإسلاميّون لتحقيقها في سبيل ذلك الوجود؛ فمن ذلك نشر الدعوة والوصول إلى أكبر عدد من الناس هذا مقصد من مقاصد الصحوة، لكن التنظيمات الإسلاميّة بانغلاقها صارت تضع حواجز أمام الناس تمنعهم من الالتحاق بها؛ فشلّت نفسها بما أرادته حمايةً وحصناً، فصارت أشبه بفارس من العصور الوسطى يُحيط نفسه بدروع حديدية لحماية نفسه لكنها تحدّ من حركته وتثقل سيره!، لكن الأسوأ من ذلك هو أنّ الحركاتِ الإسلاميّةَ دخلت معترك السياسة بنفس المنطق وبنفس القواعد التنظيمية؛ في الوقت الذي تحتاج فيه السياسة إلى الجماهيرية والانتشار. ومع مرور الوقت كان المنتظر منها مراجعة الأمر لكنها لجّت فيه، فتضاءل حجمها التنظيمي بشكل رهيب؛ لقلة أو انعدام استقطاب أنصار جدد، وللتسرّب الكبير لأنصارها ومناضليها الذين اختنقوا في أجواء التنظيمات المغلقة الأشبه بالنِّحلة(secte)!، التي استشرت فيها الأمراض النفسية والاختلالات ممّا لا يسلم منه أي تجمع بشري مهما صفا، وبدل إطلاق النقاش وفتح الورشات؛ لتصحيح الوضع وتلافي الانقراض ما زال مسؤولوهم يتحدثون عن الصّف الرباني!. 4/ ضعف القيادة أو قيادة الضعفاء: إنّ أزمة القيادة في الحركات الإسلاميّة هي الأكثر ظهوراً من بين أزماتها في الآونة الأخيرة؛ فهي تفتقد للقيادات المجتمعية من صنّاع الرأي: مفكرين وكتّاب وأدباء وأكادميين وإعلاميين وفنّانين؛ وطبعاً أقصد المؤثرين من ذوي المستوى العالي، الذين يحركون الجماهير ويصنعون رأيهم وأفكارهم وأذواقهم وتوجهاتهم، أمّا من هم دونهم فهم متوافرون لكنهم لا يُغنون الغَنَاء المطلوب، وهذه معضلةٌ مزمنة رافقت الحركات الإسلاميّة منذ النشأة، والغريب أنّها في العقود الأخيرة افتقدت حتى العلماء والمشايخ الشرعيين، الذين يشار إليهم بالبنان، ويرجع الناس إلى فتاويهم!! والوجه الثاني لأزمة القيادة عند الحركات الإسلاميّة هو ضعف ومحدودية من يشغلون المناصب القيادية في مختلف هذه الحركات، لا أتكلم على المستوى الشرعي فقط؛ بل هذا الضعف والمحدودية باديان –طبعاً بنسب متفاوتة من شخص لآخر- في كلّ مناحيهم الشخصية: العلمية والثقافية والشرعية والإبداعية والسّياسيّة، والعجيب حتى القيادية كذلك، إذ أغلبهم وصل إلى هذه المناصب في إطار توازنات وحسابات بعيدا عن الكفاءة والمؤهلات، والأعجب أنّ بعضاً منهم يشغل منصبه القيادي منذ عشرين سنة! ولم يقدم إضافة ذات بال، ويَعِدُ بالجديد والتجديد في كلّ مرة –أيّ في كلّ سنة!- ثمّ تراه ينتقد الحكام والرؤساء الذين مكثوا في الحكم عهدتين أو عقدين أو أكثر في كلّ مناسبة! وهؤلاء هم الذين قصدهم شيخنا العلاّمة أحمد الريسوني في مقاله الماتع: “شهوة الخلود والتّرشح اللامحدود”. نعم، لقد نُكبت الحركات الإسلاميّة بقيادات وهمية، ليس لها من القيادة إلاّ الاسم والموقع والمنصب!، فصارت هذه الحركات كالجسد الذي لا رأس له أو له رأسٌ لا يناسبه!؟، وتأثير هذه القيادات السّلبيّ كان كبيراً وما يزال، وقد تمَظْهر داخليّاً في: طرد الأكفاء، وضعف التجميع، وضمور الروح، وانطفاء الحماس، وغياب التحفيز. وتمظهر خارجيّاً في: خفوت الصوت الإسلاميّ، وانفضاض الجماهير، وتراجع الحضور، وتشوّه السمعة، وفقدان الاحترام… يتبع …. *أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة