إصابة مدير مؤسسة بشلل دماغي بالعاصمة وموت آخر بشرق البلاد حذّر مدراء مختلف المؤسسات التربوية عبر الوطن من استمرار الاعتداءات التي تطالهم من قبل أولياء التلاميذ، وقرروا مقاطعة استقبال الأولياء في حال لم تتخذ مصالح الوزير بابا أحمد الإجراءات اللازمة لحمايتهم، خاصة بعد تعرض مدير متوسطة ببوربة الأربعاء الماضي لشلل دماغي ومقتل آخر بسكتة قلبية بعد مناوشات مع الأولياء. تعرض مدير متوسطة ببلدية بوروبة «زهية حميطوش»، نهاية الأسبوع الماضي لشلل دماغي أدخله غرفة العناية المركزة بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، بعد وقوع مناوشات كلامية وتعرضه للسب والشتم من طرف أحد أولياء التلاميذ، حيث يعتبر الضحية عميد مدراء المؤسسات التربوية بعد أكثر من 40 سنة قضاها في الخدمة. كما لقي مدير آخر بإحدى ولايات الشرق حتفه الأسبوع الماضي بسكتة قلبية تعرض لها بسبب الضغوط التي عاشها خلال الدخول المدرسي بعد مناوشات مع أولياء التلاميذ، علما أن الظاهرة تم تسجيلها أيضا ببلدية عين البنيان حيث تعرضت إحدى مديرات المؤسسات التربوية لضغوط كبيرة من طرف الأولياء تسببت في أزمة نفسية لها. وأكدت مصادر تربوية أن الاعتداءات الكلامية على مدراء المؤسسات التربوية من طرف الأولياء الذين يسعون لتسجيل أبنائهم أو تحويل أو طلب إعادة إدماج أبنائهم المعيدين، عرفت انتشارا كبيرا على مدار السنوات الأخيرة بالرغم من الشكاوى التي يتم إيداعها ضد هؤلاء، إلا أن الوصاية لم تتخد أية إجراءات في حق هؤلاء. من جهته استنكر رئيس نقابة «أس أن تي يو» الاعتداءات التي يتعرض له مدراء المؤسسات التربية من ضغوط في ظل صمت الوزارة الوصية، وأكد المتحدث أمس في تصريح ل«البلاد» أن التنظيم الذي يشرف عليه يحضر توقيعات لمدراء المؤسسات التربوية لإيداع شكوى لدى الوزارة الوصية تخص مقاطعة استقبال أولياء التلاميذ في حال استمرار الاعتداءات عليهم من طرف الأولياء. ودعا المتحدث الى ضرورة اتخاذ مصالح الوزير الجديد الإجراءات اللازمة لضمان الحصانة للمدراء لتفادي تعريضهم لمثل هذه المشاكل التي أصبحت تودي بحياة البعض منهم. واستنكر المتحدث إسقاط الوصاية كل مرة الشكاوى التي يتقدم بها المدراء ضد الأولياء بعد تعرضهم للاعتداءات حيث إن الوصاية كل مرة تتسامح مع هؤلاء ولا تتخذ الإجراءات الإدارية اللازمة في حقهم حتى يتسنى فرض عقوبات عليهم.