النقابات تطالب بالحصانة وتشديد الأمن يبدو أن الدخول المدرسي الذي انطلق بداية هذا الأسبوع، لم يكن استثنائيا بتضاعف معدل الاكتظاظ في الأقسام فقط، إنما أيضا بارتفاع حالات العنف المدرسي، التي طالت العديد من الإداريين والمدراء، حسب تقرير خطير رفعته النقابة الوطنية لعمال التربية، لوزارة التربية حذرت فبه من الاعتداءات التي مست خاصة مدراء المؤسسات التربوية، التي أودت بحياة مدير بولاية سكيكدة، وضحية أخرى بالعاصمة أدت التهديدات التي تلقاها إلى إصابته بالشلل، وهو ما يستدعي تدخلا عاجلا لإصدار قانون الحصانة الإدارية. رغم عدم مرور أسبوع على انطلاق الموسم الدراسي، فإن الساحة التربوية عرفت انزلاقات خطيرة على إثر ارتفاع معدل الاعتداءات ضد أعوان الإدارات ومدراء المؤسسات التعليمية، من قبل أولياء التلاميذ وفق للشكوى التي رفعها رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية بوجناح عبد الكريم عبر ”الفجر”، حيث قال ”إن الظاهرة أضحت جد خطيرة، فقد تعرض عدة مدراء للتهديد والاعتداءات بسبب محاولة الأولياء وحتى التلاميذ فرض عملية التحويل بقانون الغاب”، مؤكدا أن الأمر وصل بهؤلاء إلى حد وضع حياة بعض المدراء الرافضين الرضوخ لمطالبهم إما بسبب التحويل من مؤسسة إلى مؤسسة أخرى أو إلى أقسام أخرى أو إنقاذهم من إعادة السنة بمعدلات لا تزيد عن 7 من عشرين. ونقل بوجناح عدة اعتداءات خطيرة طالت المدراء، والتي من أبرزها قضية المدير الذي تعرض لسكتة قلبية بولاية سكيكدة والتي تسببها ولي تلميذ، وكذا مدير مؤسسة زاهية حميطوش ببوربة بالعاصمة الذي يتواجد حاليا على فراش المرض بعد أن أصيب بشلل على إثر تهديدات ووعيد صادر عن ولي تلميذ، وهي التهديدات التي أضحت تتلقاها يوميا مديرة إحدى المؤسسات بعين البنيان، والقائمة طويلة -على حد قول بوجناح عبد الكريم - بمؤسسات الجزائر شرق ومختلف ولايات الوطن، والذي دعا الوزير الجديد لقطاع التربية عبد اللطيف بابا أحمد إلى اعتماد قرار الحصانة الإدارية في حق مدراء المؤسسات التربوية المهددين بحياتهم، سعيا من النقابة بتحويل المجرمين إلى السجن. وأكد المتحدث أن معدلات العنف ترتفع مع كل موسم دراسي، غير أنها ارتفعت بشكل هائل مع الاكتظاظ الذي تعرفه المؤسسات التربوية، ملوحا بالدخول باحتجاجات لإجبار الوزارة على اتخاذ إجراءات صارمة، التي اعتبرها المنسق الوطني للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ”السناباست”مزيان مريان” أنها من أولويات الوزارة التي يجب التدخل الفوري رفقة مصالح الأمن والعدالة، منددا وبقوة تحميل أعوان الإدارة والأساتذة مسؤولية الاكتظاظ التي تعرفه المؤسسات التعليمية والذي سببه تأخر عمليات استلام مشاريع الانجازات التي بدأت في أشغالها منذ 2004، داعيا بالمناسبة الوزارة الوصية إلى فتح تحقيق للنظر في أسباب التأخر في استكمالها، من قبل شركات البناء في مختلف الولايات، خاصة وأن أموالا طائلة تهدر، وهو ما تسبب في رفع حالات العنف التي يجب دق جرس خطورتها من جهة أخرى. وسيشكل العنف المدرسي الذي تشهده المدارس الجزائرية بقوة ومنذ بداية الدخول المدرسي موضوع أيام دراسية ستنظمه نقابة ”السنباست” يوم 15 نوفمبر المقبل، وحسب عضو المكتب الوطني رواني جمال، الذي حذر من تنامي هذه الظاهرة التي عرفت تسجيل أكثر من 42 ألف حالة في الموسم الماضي، وثلثها كان ضحاياها المدراء وأعوان الإدارة وفق إحصائيات وزارة التربية التي تبقى -على حد قوله- بعيدة جدا عن الواقع، داعيا بدوره إلى تنصيب أعوان أمن أمام المؤسسات التربوية، وتشديد الرقابة داخل أسوارها للقضاء على الظاهرة، وأكد أن النقابة قد رفعت تقرير الوزارة يوضح فيه سبل القضاء على العنف المدرسي.